Thursday, September 19, 2013

مقام المجاذيب!

مسجد الحسين بالقاهرة يُعد من اهم المساجد فى مصر .. قيمته الاثرية و الدينية كبيرة جدًا بالنسبة للمصريين بل المسلمين فى شتّى بِقاع الارض ..

بٌنى فى العصر الفاطمى سنة 1154 ميلادية، و سُمى المسجد بأسم الامام الحسين للاعقتاد بوجود رأس الحسين فى هذا المكان!
إذ تحكي بعض الروايات أنه مع بداية الحروب الصليبية خاف حاكم مصر الخليفة الفاطمي على الرأس الشريف من الأذى الذي قد يلحق بها في مكانها الأول في مدينة عسقلان بفلسطين، فأرسل يطلب قدوم الرأس إلى مصر وحمل الرأس الشريف إلى مصر ودفن في مكانه الحالي وأقيم المسجد عليه.

يتسِع المسجد لعدد كبير من المصليّن نظرًا لأتساع مساحته، و المسجد من الداخل رائعًا من حيث البناء الذى تٌزيّنه القناديل و عليها النقوش الاسلامية المميزه، الكثير من الناس على الارض راقدون او نائمون فى المسجد .. و هناك من يبيع الجرائد و هناك من يشحذ المال ...

كل هذا شئ .. و المقام شئ آخر .. عالم من الخيال المريض .. و من هنا سأبدأ التحدٌث باللغة العامية نظرًا لأن الموضوع دة ميتسكتش عليه ابدًا بقى!

فى الاول قبل دخولنا للمقام .. لقينا شخص كبير فى السن و فى الحجم و فى المقام .. بأختصار تنين .. وطى نزل على الارض فجأة يبوس على ايد شخص مجذوب او مجنون يعنى لابس جلباب و مفخّد كدة على الارض .. نازل يبوس على ايده و بيقول و فى عينه الدموع "ادعيلى"!!

فما كان من المجذوب الا انه رفع ايده و حطها على رأس الرجل دة و مسح عليها .. قال يعنى كدة شفاه من البرّص! .. قام الرجل و هم بالخروج خلاص و اذ به فجأة بدون مقدمات ينزل على الارض بسرعة .. و يبوس عتبه الباب بتاعة المقام .. طب دة بالذمة كلام؟

المهم تدخل جوه تلاقى ناس كتير قاعدة بتتكلم و ناس بتقرأ قرآن و ناس بتدعى و هما ماسكين فى النحاس بتاع مقام الحسين .. واقف بتابع كل دة و سمعت فجأة صوت "بوس"!!
*الصوت دة جاى منين؟* ببص ورايا لقيت راجل تقريبًا فى الستّين من عمره بيبوس حيطان المقام!! .. المهم سيبه و ركزت فى الناس لقيت ستات بتعيط و رجاله بترفع ايدها تحيه للحسين و اللى واقفين عند الباب النحاس فى المقام بيبوسوا فيه و يدعوا برضه!

على قد ما صعبان عليا مشاكل الناس اللى بتشتكى على قد ما صعبان عليا اكتر جهلهم .. جايين يلجوا للحسين اللى اصلًا احتمال كبير ميكونش فى المكان دة .. و سايبين اللى خلق الحسين نفسه!!

المهم .. قاعدين نلف جوه .. بصراحة المقام شكله رائع بالنقوش اللى على السقف و النحاس اللى على المقام و الانوار اللى فوقيه و الورد .. بتابع كل دة و فجأة لقيت الراجل الستينى بالجلابيه الفلاحى بتاعته بيبوس فى زى قصرية او اناء نحاس وضِع على الجنبات الاربع للمقام .. برضه بيبوسوا و بياخد البركة منه!

قلت اتمشى شوية جوة لقيت راجل ماسك النحاس بتاع المقام بأيد و الايد التانية بيمدهالك تاخد البركة منه .. و الناس بيجبوله اولادهم يمسح على دماغهم .. بيشموا البركة!

فجأة سمعنا صوت كأنها ترانيم .. او اغنية افريقية .. بصوت عالى فى المكان .. نبص ندور فين الصوت لقينا ست لابسة عباية و نضارة و بتتوسل لكل اولاياء الله من اول الامام على و ابنائه و زوجات الرسول و زوجات الحسن و الحسين .. و الرسول و برضه مجابتش سيرة رب الرسول!

هى كانت بتطلب منهم انهم يفتحوا محكمة للناس الله يرحمهم جميعًا .. و فجأة لقيت نفس الراجل الستينى بيبوس فى المقام نفسه بقى .. دخل على المقام بقى .. انا من كتر ما شوفته بيبوس بقيت خايف يجى يبوسنى!!

جرعة جهل الناس دى رضعت منها و بزيادة .. لا هما فاهمين انهم كدة غلطانين ولا عايزين يفهموا .. ربنا بيقول فى القرآن 
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) لم يُحدد طريقة الدعاء ولا المكان ولا اى حاجة .. بس قال انه اقرب من اى حد ليك .. ادعيله و هو هيستجيب .. لية بقى اروح لمخلوق من مخلوقات الله و مات اصلًا رحمه الله و اتوسل بكل التوسلات علشان يشفيلى ابنى ولا يرفع عنى البلاء!!

اتمنى انى فى يوم من الايام ادخل الحسين تانى و ماشوفش المنظر دة تانى ..

والله لو كان الجهلُ دكرًا لقتلتُه!
من تصوير عم ايمن النادى :D

No comments:

Post a Comment

أركن إلى المجاز الأقرب والأوضح، لضعف ما امتلك من حصيلة معرفية ولغوية وزخم شعوري تجاه العالم، فالوحدة هي الصحراء الواسعة، والظمأ الأرض ا...