Saturday, September 13, 2014

لقطات مجمعه من حياه عاديه.

                                                          




أراها، تجلس في هدوء، عاقدةً ذراعيها، لم تضع ساقًا على ساق كما تفعل الأخريات، هادئه، ربما يجذبني الهدوء دومًا، قسمات وجهها توحي بالبراءه، وأكثر ما أخافه البراءه، من عرفتهم بالبراءه صاروا _بعد وقتٍ قليل_ أكثر الناس بعدًا عن البراءه، لكنها تبدو مختلفه، أراها دائمًا مع صديقاتِها، هم أكثر بجاحةً وقبحًا فى شخصياتِهم لمصادقتها، فلماذا تصر على أن تصادق مثل هؤلاء؟ فيرد عليّ جانبي المظلم: "لكي تظهر أكثر براءةً وهدوءًا".

_______________


لم أفهم يومًا قصة المسافات، في البُعد أشتياق غير معلن وفي القرب تنافر غير مبرر، تتحدث كثيرًا ولا أهتم، تسأل عليّ دائمًا، أطمئن لوجودها فأشعر بأن وجودها لا نهايةَ له، تتحدث ولا أرد، لأوقاتٍ طويله، فرحًا لكنني لا أبدي هذا الفرح علنًا، فجأه تتوقف عن الكلام، فأتساءل لماذا توقفت عن الكلام؟ هل أخطاءت فى شيٍء ما؟ فأبدأ أنا بالحديث، وتبدأ هي بالصمت.

_______________


يحدثني صديقي عن الموضوع الذى أخشى الخوض فيه، يحدثني كثيرًا وتلمع عيونه، فأنصحه بأن يتوقف، وأن هذا الشيء غير مناسبًا له، فيسألني لماذا فلا أجد جوابًا غير "لمصلحتك". عندما بدأت الوقوع في نفس ما هو واقعٌ فيه، كانت نصيحتي له أن يكمل طريقه، وبعد فتره مربكه، عدت فى أولها ناصحًا له بأن يتوقف عن هذا الشيء، لكن بعد مرور هذه الفتره لم أعد أنصحه بشيء، فقط يحكي لي وأنا ابتسم.

_______________


نتحدث لساعات طويله، ابوح بكل شيء، جميع التفاصيل، تنتقل التفاصيل منّي إليها، وإلى أصدقائها، ومن أصدقائها إلي أصدقائي، وتظل التفاصيل تدور في دائره مغلقه، حتى تم إهمالها، بعدها أصبحت أحتفظ ببعضها لنفسي، دون البوح به لأحد، أبوح بكل شيء، عدى بعض التفاصيل التى تظل بعيده عن متناول الجميع.


______________


تجلس بجانبي، تبدأ فى الحكي بشكل مباشر، عن الحياه وزوجها الذي أخذ الكسل والنطاعه حِرفه، وتعبها وحِملها للمسؤوليه وحدها، عن ابناءها الذين خاضوا معركة الثانويه العامه تِباعًا بشكلٍ متتالٍ، تحكي عن كل هذا وفي عينيها دمعه، وما أن تذكرت نجاح ابناءها حتى ابتسمت وقالت الحمدلله على كل شيء، وتوقفت عن الكلام.


______________


اقابل صديقي القديم وزميل المدرسه فى الطفوله، نفتح صندوق الذكريات، نتبادل الحديث عن ذكريات الطفوله، يفتح هو صندوق الأسرار، فأسكت، ويبدأ هو بسرد سير الخيال، حب مدرسة اللغه الأنجليزيه وتمني موت زوجها حتى يتزوجها هو، محاولته المتكرره للنظر بداخل حمام البنات، فشله فى لفت إنتباه زميلتنا فى الفصل، ونجاحه فى لفت إنتباه صديقتها التي لا يحبها، نضحك كثيرًا، ونترحم على بساطه هذه الأيام.


______________


أراه يتحدث معها، تباغتني غصه فى القلب على حين غفله، لماذا يظفر بها هو وأنا أقف مكاني أشاهدهما؟ أعرف أن الحقد مُهلِك، ولكني سئمت الفشل، أو الِفته، لا أعرف. رأيناها فى نفس اللحظه تقريبًا، ثِقل قلبي أحال بيني وبينها، فوصل هو أولًا، وبقيت أنا فى مكاني لا أتحرك.




Thursday, September 4, 2014

"إنك تعلم أن الشعب لا يريحه أن تكون له إراده، وهو يوم يراها فى يده، يسرع فيعطيها لبطل، من نسج أساطيره، أو لإله مدثّر بغمام أحلامه، كأنما هو يضيق بحملها، ولا يقوى على الأحتفاظ بها، ويود التخلص منها وطرح عبثها"

- الملك أوديب (توفيق الحكيم)

أركن إلى المجاز الأقرب والأوضح، لضعف ما امتلك من حصيلة معرفية ولغوية وزخم شعوري تجاه العالم، فالوحدة هي الصحراء الواسعة، والظمأ الأرض ا...