Thursday, December 12, 2013

توابِع ما سبق

(1)

"ليه يا دنيا الواحد بيقرّب من ناس بَيعاه؟ ليه يا دنيا الواحد يتغرّب عن ناس شَرياه؟"

ليه صحيح؟ سؤال يمكن لو حد فينا عرف السر فيه مش هيكون مرتاح، ليه فعلًا الواحد مننا مش شايف قدّامه غير اللى مش مركّز معاه؟ او يمكن علشان هو نفسه مركّز انه الشخص التانى مش مركّز معاه و بيسأل نفسه "ليه هو مش مركّز معايا؟" ده فى حد ذاته مخليه مش شايف غيره!

(2)

ابن عطاء السكندرى و هو واحد من المتصوفين اللى نشأوا فى مصر كان له كتاب اسمه الحِكم العطائيه مجمّع فيه خلاصه فكرُه فى سنين طويله كان بيقوله فيه:

"أنت حرٌ مما انت منه آيس، و عبدٌ لما انت له طامع"

يعنى انت متحرر من الحاجة اللى انت مبتفكرش فيها ، او مش مُهتم بيها بمعنى اصح .. انما عبد للشئ اللى انت حاطط فيه كل تفكيرك، شئ صعب انك تحس انك عبد لشئ فانى زيّه زيّك!

(3)

"بندّور على بيجرحنا و يألمنا و نجرى وراه .. دوّر على واحِد فى الميّه يوفى لك من جوّاه"

(4)

عارف؟ تقريبًا الوقت الوحيد اللى الناس هتهتم فعلًا بيك فيه لما تموت .. آه، صدقنى .. ممكن تبقى عايش بس غايب عنهم .. اسبوع، اتنين، شهر .. مش مهم ما هو انت كدة كدة لسّه عايش .. يعنى كويس!

المشكله انه انت مش بالضروره تكون كويس علشان لسّه عايش.

(5)

"ماتتعلّقش بحد، ماتتعلّقش بحد، ماتتعلّقش بحد"

Wednesday, December 11, 2013

عاصفة نفسيّة

(1)

بيقولّك اية بقى؟ انه الانسان "الطبيعى" بيفكّر 4 مرات أكتر ما يتكلّم، و بيحاول يفكر فى كل كلمة بيقولها .. و دة معناه -مما لا يدع مجالًا للشك- ان احنا تقريبًا كلنا مش طبيعيّن!

المشكلة ان انت -و دة غصب عنّك- ساعات بتتعامل مع الناس على حسب حالتك انت النفسية و مابتفكّرش فى الكلام اللى بتقوله، فبيطلع منك كلام انت شايفه مجرد حروف لازقه فى بعض، بس بالنسبة لهم بيكون اقوى من ان انت ترفع ايدك و تنزل على وشهم بضربات متتاليه من غير ما توقّف لحظة!

(2)

تتعجب اكتر لما تلاقى نفسك بتتعامل بالشكل دة مع الناس القريبين منك فى حين انك بتعامل البعيد عنك بشكل افضل بكتير بحجّة انه القريب دة هيتفهّم اللى انت بتعمله اما البعيد فمالوش ذنب .. فتلاقى نفسك غصب عنك بتبعد عنك القريب دة و البعيد برضه بيفضل بعيد!
فى النهاية مبيكونش عندك حل غير انك تحاول توازِن الامور بشكل يسمح ليك انك لا تخسر القريب ولا البعيد.

(3)

تعامُل الشخص مننا مع نفسه اصبح صعب فى بلد كل شئ فيها يدعوا للآكتئاب بدون اى مُقدمات.

امّا تعامُل البشر مع بعض، اللى عرفته خلال الفترة اللى فاتت انه ربنا انزل البشر جميعًا علشان يكونوا عون لبعض، نقّص من كل واحد فينا حاجة علشان يجى التانى يكملها .. لكن تقرّب من الصورة اكتر تلاقى الناس بتتعامل مع بعض بأقذر الطرق الممكنه و لو عندى ليك حتى كلمة حلوة ممكن استنى لحد ما تموت علشان اقولها فى جنازتك بس، انما طول ما انت عايش مش مهم اديك موجود .. عادى!

(4)

اتعلمت برضه من فترة ليست بالبعيدة انه تعامل الناس معاك عمره ما هيكون بنفس قدر تعامُلك معاهم، يعنى مثلًا لو عاملت كل الناس بأحترام لا يُمكن تلاقى كل الناس تعاملك بأحترام لمجرد انك مُحترم معاهم.

المشكلة انك تلاقى بعد كل دة شخص يظهر عليه انه اكثر منك حكمًة يوطى على ودنك و يقولّك جُملة المفروض انها تشرح صدرك و تُزيح ما فى قلبك من هموم "كله عند ربنا" فتلاقى نفسك ترد غصب عنك "يعنى كل اللى بنعمله مع الناس بيتحوّل لحسنات ادخل بيها الجنّة؟ طيب و الدنيا؟ ملعونه بكل ما فيها؟!"

(5)

ساعات تحس بالوِحدة بالرغم من انك حواليك ناس كتير، تبص على كل واحد فيهم تلاقى ليه مُهمة مُحددة فى حياتك لكن فى لحظة من اللحظات بتحس ان مفيش ولا واحد فيهم ينفع يشيل عنك حِملك فى الوقت دة، فتحس انك لوحدك .. الدنيا زحمة حواليك بس البراح واسع بشكل كبير.

أنت عارِف لو اختفيت؟ يوم .. يومين .. عشرة، محدش تقريبًا هيسأل عليك غير بس بكلمة "هو راح فين؟" لما يفتكر عدم وجودك لشئ هو احتاجك فيه مش لأنك مهم فى الحياة، هى يمكن نظرة دُنيا و جاية من أكتر الاشخاص تشاؤمًا فى الوقت دة الا انها تستحق انك تفكر فيها بشكل جيّد.

(6)

عامًة هروبك من الواقِع مش حل، ولا دخولك فيه حل، حاول تختلس بعض الاوقات بعيدًا عن الواقِع بس متنساش فى نفس الوقت انك جزء من الواقِع دة.

حاجة كمان .. حاول متبيّنش ضعفك لأى شخص، صدقنى فى يوم من الايام هيستغلّه اسوء استغلال حتى لو كان مين، لشئ ما فى نفسه هيستغل ضعفك لصالحه و ساعاتها مش هتقد تلوم الا نفسك على انك اديته شئ يضغك بيه عليك.

Tuesday, December 3, 2013

على بابِ الجنّة

أسير باتجاه باب الخروج و انا لا اصدق ما حدث، هل كان حُلمًا؟ ام حقيقةً و واقعًا يتحقق الان؟ لازلت لا اصدق اننى طُردتُ، لا اصدق انه فعل هذا، قد كنت انا المفضل لدية، كنت انا افضل من خلق، كيف له ان يستخلف خلقًا من طين و يفضله على خلقٍ من نار؟

(و بينما يسير ابليس مستغرقًا فى التفكير .. تبعه آدم مسرعًا)

- ابليس، لماذا لم تنفذ مشيئة الله و اوامره؟

- اوامره؟ كيف يأمرنى بأن اسجد لمخلوقٍ مثلك؟ أنا ابليس .. خلق الله المفضل، مخلوق النار و هى القوة العظمى بين جميع قوى الطبيعة، امّا انت فقد خُلقت عن طريق مزيجًا من الماء و التراب، لماذا اسجد لمزيجٍ من ماءٍ و تراب؟

- و الروح؟ لماذا لم تذكر ان الله نفخ في من روحه؟ لماذا تستنكر عمل الخالق و انت مخلوقًا مثلك مثلى ليس له الحق فى التدخل فى شئون الله، أنا و انت لسنا مختلفين لربما اختلفنا فى العناصر، لكننا سنظل مخلوقين فى منظومة الله نتبع اوامره.

- و لماذا يأمر بأن اسجد لك و أنا الاعلى مقامًا؟ الأن انت اصبحت انت المفضلُ لدى الله و انا فى الخارِج، و لكن صدقنى لن تدوم حياتُك على هذا الحال، لتخرجن معى من الجنّة و لأغوينك انت و ابناؤك الى يومِ الدين.

- (اطرق آدم رأسه مفكرًا) لازلتُ لا افهم، لماذا تكرهُنى و انا ليس لى شأنٌ بهذا، الا تفهم اننى نسيرُ فى منظومًة إلهيّة؟ الا تفهم ان الله خلقك لشئ ما؟ لسببٍ ما لا يعلمه الا هو سبحانه؟ الا تفهم انه خلقك و هو يعلمُ ان مكانك ليس الجنّة؟ و لكنك لم تنظر الى كل هذا .. لم تنظر لعظمة الخالق بل نظرت لعظمة الامر فى نفسِك، و هذا ما اوصلك الى هُنا، الى باب الخروج من الجنّة.

- أنت لا تفهم و لا تستطيعُ ان تفهم اى شئ، لو كُنتَ انت مكانى لما تحدثت بهذه الطريقه، و لكن لأن الله فعل ما يسُر نفسِك فلا بأس، انت لم تذُق طعم الذُل، لم تشعر فى يومٍ انك اصبحت المكروه و المغضوب عليك بعد ان كُنت المفضل، لقد خلقت مفضلًا، و ستبقى مفضلًا بعد ان نفخ فيك الله من روحه، امّا انا طُردتُ من الجنّة، و لا اريد ان اعود، و لكننى سأجلُك تتحسّر على ابناء امُتِك و انت تراهم يدخلون النار افواجًا تِباعًا .. لن اجعلُك تشعر يومًا بالسعادة.

- الله خالقى، هو يرزقنى السعادة، و أعوذ به من كُل شيطانٍ رجيم.

(يسير آدم بأتجاه الدخول الى الجنّة .. ينظر له ابليس بغضبٍ شديد)

- حوارنا لن ينتهى الى هذا الحد، حوارنا ممتد .. موعدنا الارض، و حتى قيام الساعة فلن اغفل لحظة حتى ادخل جميع اُمتِك النار.

Friday, November 29, 2013

على حِين غَفلةٍ

(1)

كنت قد نجحت -و بصعوبه- فى الفترة الماضية فى تغيّر بعض العادات التى كنت اراها خطًأ فى نفسى، كانت هذه العادات تضع حائلًا و سدًا منيعًا بينى و بين نفسى، و بين جميع من حولى. لكن .. و على حِين غَفلةٍ منّى، عادت إلى هذه العادات بشكل مفاجئ!

مَثلى كمثل المُدمنون على فِعل شئ ما، يسهُل اكتساب العادات و تثبيتُها و لكن من الصعب التخلُّص منها، تذكرت هذه الايام و التى بدأت فى اواخر سنة 2010 عندما شعرت اننى بلا هدف، بلا هويّة، بلا اى شئ .. شعرت اننى لا شئ!

اتذكر حينها اننى كنت فارغًا بشكلٍ كبير، كنت اتحدث طيلة الوقت، لا اكُف عن الحديث فى اللا شئ، من كثرة الفراغ الذى يملئ عقلى كنت اتحدث، لدرجة انه وصل الامر ببعض الناس اذ قالوا لى انه يمكننى السكوت الان و عدم الكلام و لن يحدث شئ!

(2)

اول طريق معرفة الخطأ كان مواجهة نفسى بأننى انا الخطأ، الاعتراف بأنك انت السبب فى معاملة الناس السيّئة معك لم يكُن هيّنا علي، و لكننى اعترفت .. اعترفتُ بأننى انا السبب فى هذه المعاملة.

كسر الانا العظمى لم يكن سهلًا، فقد كانت نفسى او "الأنا" اعز ما املُك فى حياتى، كانت تُمثّل تابو من التابوهات المُحرمة علي و على البشر الاقترابُ منها، و قد نجحت فى تحطيمِها و لكنها عادت مرّة اخرى للظهور.

(3)

تُصبح الصورة ضبابيّة و غير واضحة المعالم عندما تقترب منها اكثر، ترى التفاصيل الدقيقة بشكلٍ واضح و لكن .. تغيب الصورة الكاملة عن النظر، لأنك كلما اقتربت اصبحت الرؤية شبه مُنعدمة .. اما اذا ابتعدت تصبح الصورة الكاملة اوضح، تختفى التفاصيل التى قد ترهقك و لا تستفد منها بشئ .. و تظهر الصورة الكاملة.

لهذا، و عندما قررت البدأ فى اولى خطوات طريق التغيّر، اصبت بحالة من الانوميا الاجتماعية، و تعنى حالة عدم الاستقرار من انهيار بعض القيم الاجتماعية او الافتقار إلى الهدف، 
ويشعر المرء سيكولوجيا بالاغتراب والعبثية والانهيار الأخلاقي مما ينعكس سلباً وعزله.

و هذا ما حدث معى، وجدتُ نفسى اميل للوِحدة بالرغم من اننى اكرهُها و لكننى كنت افضل الجلوس وحيدًا عن مخالطة البشر، شعرت ببعض الزهد فى كل شئ، لا اريد من الدنيا شئً غير الخلاص .. خلاص من الدُنيا كُلها، كنت متيقننًا اننى اذا مِتُ فلن يلتفت إلى احد، لأنه لا يوجد من يهتم لأمرى، فكانت العُزلة و الوِحدة هى الحل .. و لم يكن افضل الحلول او حتى اصوبها.

(4)


كنت اشعر ان روحى تهيمُ و تهُب للخروج، و لكن كثرة الهموم فى نفسى احالت بينها و بين طريق الخروج، و قد اضاقت صدرى كثيرًا.

عندما قرأت قصة سيدنا موسى، وجدت ان معانته كانت فى انه نزل فى شعبٍ ليس سهل المعشر ابدًا، و كانت معانة سيدنا موسى معهم انه خائفٌ من انهم سوف يرفضونه و يكذبونه فعندما أمره الله بالذهاب اليهم و الى فرعون قال "
وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي" فقال " قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي  وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي".

فسمع الله نداء سيدنا موسى و ندائى، و شرح لي صدرى بعد معاناة دامت لأكثر من سنتان، بأن رزقنى و وهبنى سببًا للسعادة فى حياتى.

(5)

من اكثر العادات التى كنت امقتها فى نفسى، انشغالى بالناس عن نفسى، ارى ما فيهم من عيوبٍ و لا ارى عيوب نفسى، سألت نفسى ذات مرّة "هو انا مركز مع الناس لية؟ هو انا خلصت كل اللى فى نفسى خلاص لما هركّز مع غيرى؟ مش لما اخلص اللى فى نفسى الاول، دة اذا اصلًا كان فى العُمر بقيّة انى اخلص كل اللى فى نفسى، ابقى اركز مع الناس".

ما لفت انتباهى لهذا الامر هو اننى كنت اسمع ما يُقال عنّى من وراء ظهرى و لم يكن بالكلام الجيد، اذ كان تقريبًا كل الكلام ذمًا فى ما افعله، و فى شخصيتى، و لكن كان هذا بموجب اننى ايضًا كنت اتحدث عنهم بنفس القدر الذى كانوا يتحدثون عنّى به، اى ان هذا الحديث كان متبادلًا فى ما بيننا.

عندما عبر الله فى القرآن عن هذا المعنى قال "
وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ" فلم يقل الله و لا تلمزوهم -بمعنى يعب بعضكم الاخر- لأن الله اعلم بنفوس البشر و انك اذا تحدثت عن غيرك كأنك تتحدث عن نفسِك بالسوء لأنه سيرد اليك، لهذا ايضًا سأل الله تعالى البشر "أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا"؟  بالرغم من قوّة و فظاعة المعنى الا انه صحيح بشكل كبير .. الا انه لم يمنعنا من ان نغتاب بعضنا البعض بكل ما هو سيئٌ فى نفوسِنا.

(6)

لهذه الاسباب، قررت ان اتغيّر مرّة اخرى، هذه المرّة لن تكن اسهل من سابقتها لكننى عزمت على التغيير بكل قوةٍ، هذه المرّة سأحاول التأكُد ان التغيير سوف يكون مستمرًا و اننى اذا داهمتنى هذه العادات مرّةً اخرى سوف اكون على اتم الاستعداد لدحرها قبل ان تغرس جذورها و تبث سمومها فى النفسٍ مرّة اخرى!

فيا رب يا من تملك كل شئ، يا من يتجه كل شئ صوبُك فى النهاية، ان تطهر نفوسنا مما لا يرضيك من قولٍ او فعلٍ، اللهم انى احمدُك بعدد الحروف التى نطقت فى حق من اغتبتهم بسوء .. فسامحنى و اغفرى لى غفلتى. آمين.

Friday, November 22, 2013

مجرد هذيان

العلاقات الاجتماعية عامًة نوعين، نوع بيكون قايم جملًة و تفصيلًا على المصلحة المشتركة .. و دة نوع ما بيتوجدش فيه مشاكل كتير لأن المصلحة دايمًا بتكون هى الغالبه فى المعادلة و كمان مبيكونش فيه رغى كتير فى الاحوال الشخصية اللى غالبًا ما تكون سببًا فى المشاكل!

النوع التانى و دة ما يسمى بالصداقة، و دة بيكون قايم على جميع المحاور الاجتماعية من تعارف و تداخل و ترابط و كل شخص بتكون حياته غالبًا شبه معروفه
 لأصدقاءه، و دة بيخليك اكثر تقربًا للشخص اللى بتعرفه على اساس الصداقه.

الفرق ما بين الاتنين .. انه فى النوع الاول انت مش محتاج تعاتب او تتكلم كتير، انت بس ممكن تعاتب فى حالة ان المصلحة ما تمّتش على الوجه الامثل او المطلوب.
اما النوع التانى فبيكون العتاب فيه دائم لانك بتكون مش عايز تخسر الشخص نفسه بأى شكل من الاشكال، ممكن تبعد اة .. بس تخسره لا!

فى العلاقات الاجتماعية لازم تخلّى بالك انك كفرد فى مجموعة كتير بتكون محتاج كل شخص فيها اكتر ما هما محتاجين ليك .. ركّز!

فى العلاقات الاجتماعية حاول تسيب مساحة خصوصيّة لكل شخص تعرفه، صدقنى الحكاية دى هتفيدكم جدًا فى حياتكم.

المشكلة الاساسية فى العلاقات الاجتماعية دلوقتى ان النوعين دخلوا فى بعض، حاول بقدر الإمكان انك تفرّق ما بين المصلحة و الصداقه .. حاول!

تعامُلك مع الاشخاص بيكون فى اغلب الاوقات على حسب الحالة المزاجيّة او المود بتاعك فى الوقت دة و برضه على حسب مدى بُعد او قُرب الشخص نفسه منك!


متزعلش لو الناس مقدرتش تقدّر حالتك فى وقت ما و شافوا انك مش عايز تكلمهم او بتتكلم بشكل غير مقبول .. ما همّا برضه مالهمش ذنب فى حالتك!

حاول على قد ما تقدر انك تعامل الناس بشكل كويس بعيدًا عن حالتك و مودك!

Sunday, October 13, 2013

حوار مع صديقى المؤمن #2

قررنا ان نسير قليلًا فى شارع الحُسين و خان الخليلى، رأيت الكثير من الهدايا الجميلة التى يمكن ان اقول انها اختطفت نظراتى من الوهلة الاولى، و لكننى سمعت الندائات الكثيرة من البائعين و كأننى فريسة تجمع حولها قطيع من الاسود، اعرف ما يقولونه و اعرف ان السعر مضاعف ثلاثة اضعاف على الاقل، فأمشى ولا انظر اليهم بشكل مباشر و اكتفى بالابتسام فقط ...

توقفنا قليلًا لنستريح قال لى "تعالى بقى اشرّبك عصير قصب من عند عمّك عبده هنا ينسوك امريكا و اوروبا و اللى جابوهم"، و كان مزاقه جميلًا عذبًا و باردًا فى يومنا الحار هذا .. و لكن حدث ما جعلنا نترك العصير و ننظر بأتجاهه.

فتاة تقريبًا فى العشرينيات من عُمرها، ترتدى الكثير من اغطية الرأس فوق بعضهم البعض و بألوانٍ مُختلفه، طويلة و عريضة الاكتاف، سمراء قليلًا و لكن هناك الكثير من الدِهان الابيض على وجهها يجعل رؤية لونها الطبيعى صعبة، ترتدى جيبة جينز ازرق و تى شيرت ضيّق، تعبر بجانب شابٌ ايضًا يبدو عليه انه فى العشرينيات من عُمره، جزءًا كبيرًا من شعره غير موجود و الجزء المتبقى مرسومٌ عليه حرف S او Z لا استطيع ان اُحدد، يتحرك بجانب الفتاة و ينظر الى جسدِها نظرة اشتهاء ككلب اشتهى عظمة، قال بصوتٍ عالٍ "اية يا بت الجمال دة، فيفتى سينت معدى قدامى، ما تيجى و ...." و لم افهم طريقته فى الاطراء عليها فيشبهُها بفيفتى سينت المغنى الامريكى الشهير ضخم الجثة و ليس حسن المظهر بالشكل الذى يجعله يشبهها به، لم يُكمل كلامه فلطمته لطمة على وجهه وقع بعدها جسده الهزيل على الارض، و بعدها تفوّه الاثنان بكلماتِ لا اعرف معانيها و لكن اتصور انها كانت شتائم بذيئة لأن الرجل الكبير الذى وقف بجانبنا قال "لا حول الله، عالم محتاجة رباية صحيح، شوف البت واقفة بتشتم و تضرب فى الشباب ازاى" و لم يَلُم الشاب على فعلته التى جعلتها تقول مثل هذه البذئات ...

-ما تيجى نمشى من هنا يا عم انت عاجبك المنظر؟
-يا صديقى اريد ان اشاهد ماذا سيحدث.
-بقولِك اية؟ انا مضايقنى طريقة كلامك بالشكل دة، دة انت عايش فى مصر فترة برضه اكيد فاكر شوية من الكلام.
-(نظرت له قليلًا ثم ابتسمت) سأحاول يا صديقى ان اتكلم مثلك، يالا تيجى نمشى.

ثم تحركنا الى ان بعدنا كثيرًا عن مصدر الاصوات و ضجيجها ...

-(نظرت اليه) يا صديقى عايز اقول شئ، فى بلادِكم المرأة دائمًا مقيّدة و مغلوله بأصفاد من حديد، لية مش بتعملوا ... مساواه بين الرجل و المرأة، بما ان الله خلقهم من نفسِ واحده؟ لية فى دائمًا تفرقه فى المعاملة؟ يعنى المرأة تعامل دائمًا بعنصرية سواء بالتفضيل او التقليل من شأنِها، و دائمًا فى اخر الامر هى اللى بتحاسب المشاريب.

-(يضحك) تحاسب المشاريب؟ اسمها تحاسب ع المشاريب، انا غلطان انى قولتلك تتكلم عاميّة زينا، المهم كنت بتقول ان المرأة بتواجه معاملة مختلفة عن الرجل، و دة يمكن يكون حقيقى بس قولى كدة فين المرأة بتتعامل كما يجب؟ تفتكر معاملة الغرب للمرأة هى الصح و هى اللى المفروض نتبعها فى معاملة المرأة فى الشرق ولا كل واحده فيهم و ليها طريقة معاملة مختلفة؟ انا معاك فى ان فى جهل كتير بالدين و بالاخلاق الاجتماعية بيخلينا نبص للمرأة بنظرة مختلفة، زى مثلًا انها تشرب سجاير تبقى عيب و غلط و بنت مش محترمة، لكن لما ولد يشرب سجاير يبقى عادى و بكرة يبطل او حتى ميبطلش دة ولد، مع ان الاتنين غلط!

نظرة المجتمع دى سببها الجهل، بس برضه انا مش شايف ان الغرب بيبص للمرأة بنظرة افضل الا فى حاجات قليلة جدًا، غير كدة المرأة عليها برضه قيود اجتماعية كتير فى الطلاق و غيره من الاشياء المختلفه، طريقة التربية اكيد لازم تكون مختلفه، العادات مختلفه و الدين برضه عليه عامل كبير فى تشكيل الوعي عندنا بس احنا لا بنتّبع العادات ولا بنتّبع الدين، يمكن انا مش هقدر اتكلم عن الموضوع دة زى اى بنت فى مصر او فى الوطن العربى بس اهه بنحاول، و زى ما انت شايف اهه، شاب اقل ما يوصف به انه قذر بيتحرش بالبنت لمجرد بس انها لابسة ضيّق، ممكن اقولّك ان لبسها مش مناسب للحجاب اللى فوق راسها بس هو ملوش انه يعمل حاجة زى كدة علشان مش عاجبه لبسها.

-(قلت مقاطعًا) و ايضًا فرض الحجاب على المرأة بيكون من غير ارادتها، لية مش بيكون فى فرض للصلاة و غيره من العبادات اللى على الرجل و المرأة بالطريقه اللى بيُفرض بيها الحجاب على المرأة بهذا الشكل القمعى.

-دة كلام كبير اوى يا صديقى، ربنا لما فرض الحجاب او غيره من العبادات فرضه لنساء النبى و نساء المؤمنين اجمعين، و قال له شروط انه يستر و يكون كبير فيغطى الجيوب او فتحة الصدر يعنى "
وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ" و الخمار دة يا صديقى هو غطاء الرأس، لكن مش دة المهم هنا، المهم ازاى تقدر توصّل الحجاب دة بطريقة لا تخليه يبان على انه عقاب ولا تخليه يبان كأنه قيد من القيود اللى بتتكلم عليها، فى كتير من الناس يجهل الشئ دة فبيفرضوا الحجاب بالعافية على بناتهم و بيخلوهم كارهين للحجاب و كارهين لكل الفروض من الله، و برضه السبب هو الجهل، مواجهة الصدأ المتراكِم اللى على العقول مش سهلة، احنا لو قدرنا نعالج الجهل فى المجتمع، هنقدر نقضى على الظواهر السيّئة اللى انتشرت زى التحرش و غيره.

-نعم، لديك كل الحق يا صديقى فى ما تقوله، و لكن هذا يحتاج إلى سنين طويلة من العمل، هتتعب كتير و النتائج مش هتكون زى ما تريد انت.

-يا عم انت بتعقدها لية بس؟ خليها على الله و نحاول بس نبدأ فى خطوات حتى لو كانت طويلة المدى، فى اننا نعلم الجيل الجديد ازاى يتعاملوا مع بعض بشكل مُحترم فى المجتمع، و على ما يحصل دة يكون اتفرض قانون رادِع للتحرش، و ياريت يُفرض قانون رادِع للجهل كمان علشان نُخلص، بقولّك اية؟ الدنيا بدأت تليّل كدة، ما تيجى اعشّيك عشوة ممبار و كوارِع من عندك عمّك بحّه، سيبك من كل اللى انت كلته فى حياتك دة هينسك حياتك كلها اصلًا، تلبُك معوى بقى يا معلم، تاكل و تدعيلى.

-(اضحك كثيرًا) يالا بينا، و انا اللى هحاسب ع المشاريب.

-(ينظر لى ممتعضًا) متتكلمش زينا تانى، انا غلطان.

يُتبع ...

Friday, October 11, 2013

حوار مع صديقى المؤمن #1

عائدٌ انا من رحلة استغرت خمسةٌ و عشرون عامًا ما بين شرق اوروبا و الولايات المُتحدة و الهند و بلاد الشرق الاسيوى، دراستى للطب جعلتنى اقرب للانسان .. لمشاكله سواء العضوية او النفسيه، اجلس مع المرضى يتحدثون عن مشاكلاتهم فى الحياه .. العائلية و العمليه و غيرها من المشاكل المختلفه ...

عُدت الى البلد التى طالما حلمت ان اعيش بها و لكن كان قرارًا صائبًا من والدي بالهجرة الى الخارج بعيدًا عنها بعد كل ما رأيته يحدث من تدهور اقتصادى و علمى و اخلاقى فيها .. رجعت حتى التقى بصديق الطفوله، صديقى الذى لم اعرف سواه خلال العشره سنوات التى قضيتُها فى مصر ..

بحثت عنه فى كل مكان و عرفت انه تخرج من كليّة الهندسه و يعمل فى احد الشركات الكُبرى .. توصلت لرقم هاتفه المحمول و اتصلت به ..

-آلو؟
-كيف حالُك يا صديقى؟
-مين معايا؟
-أحمد رشدى، صديق طفولتك.
-(صمت لثوانِ) صديقى مين؟
-احمد رشدى، قد هاجرت مع اسرتى قديمًا الى اوروبا.
-(صمت قليلًا ثم ضَحِك) ايوة ايوة، احمد رشدى، رجعت امتى و جبت رقمى ازاى؟ و جبتلى معاك ايه من اوروبا؟ و بتتكلم بالغة العربية لية كدة زى المسلسلات المدبلجة؟
-عُدت منذ يومان، و بحثت عندك حتى وجدت مكان عملك و رقم هاتفك، و قد اتيت على عَجَل و لم آتى بشئ لك، و اتحدث العربية لأننى درستها فى لندن و قررت التحدث بها بعدما نسيت الكثير من المفردات فى اللغة العامية!
-(على عجل برضه يا جلده) ولا يهمك يا حبيبى المهم انك رجعت بالسلامه، ها؟ مش هشوفك ولا ايه؟
-ما رأيك ان نلتقى اليوم فى مكانٍ من اختيارِك؟
-اية رأيك نتقابل بكره افرجك على الاهرامات و نتغدى و نشرب الشاى فى الحُسين؟
-اتفقنا.

فى اليوم التالى ذهبنا الى الاهرامات و رأيت العظمة فى البناء الذى احتار فيه الكثير من الناس فى جميع انحاء العالم، بعضهم قال ان الفضائيّن بنوه قبل الاف السنين .. و بعضهم قال ان الجن اجتمعوا و بنوه قبل نزول ادم للارض .. انه معجزه .. اسطوره حيّه فى بلد لا تُقدِر قدرها ...

ذهبنا بعدها الى الحُسين و شاهدت المسجد من الخارج و الداخل و هو عبارة عن تُحفه معماريه، رأيت مساجد فى جميع انحاء العالم و لكن هذا .. هذا مختلف فالمسجد له روحًا ككل الاشخاص بداخله، و لكن ما عكّر صفو هذه الروح الجميله، الجهله الذين يقبلون حيطان المقام و الحديد و الابواب و كل شئ بالمقام ...

توجهت ناحيه صديقى و همس بجانب اذنيه "هل ما يحدث هنا مكتوب فى الدين الاسلامى من تقبيل لكل شئ فى المقام و الاستعانه بروح الحُسين لكى تنقذهم من متاعب الحياة" .. فرد عليّ "لا، دة كله هجص سيبك منُّه".

توجهنا الى مقهى الحُسين و جلسنا و شربنا الشاى الذى لم اتذوق مثيله فى اى من البلاد التى زُرتها.

-اية رأيك فى الشاى؟ عمرك ما شرب زيّه فى اى مكان من البلاد اللى لفتها صح؟
-عظيم يا صديقى.
-اضرب شاى .. اجيبلك ساندوتش كبدة؟
-اشكرك يا صديقى .. دعنى اسألك سؤالًا.
-اتفضل.
-يا صديقى فى بلادِكم الناس دائمًا يشتكون و يتباكون على حالهم، لا يعملون و يشتكون من ضعف المرتبات، لا يبذلون اى مجهود و فى نفس الوقت يرجون المزيد من الحياة، و بعد ذلك يشتكون من وضعهم الحالى الذى يسوء يومًا بعد يوم مع ان الاية القرآنيه واضحه "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىيُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ" لماذا لا تتبعون ما اُنزل اليكم من الله؟

-بص يا صديقى انا هقولّك، هو كلامك صح طبعًا بس احنا بتعامل مع الحكاية دى بمبدأ غير نفسك انت الاول و بعدين تعالى كلمنى، كل واحد فينا بيبص للتانى بنظرة انت مين علشان تيجى تقولى اتغيّر، كل واحد شايف ان المشكله مش منُّه و انه هو كويس مفيش فيه مشكله علشان يتغير و غيره هو اللى محتاج يتغير .. محدش باصص لنفسه كله باصص لغيره و بيشاور عليه و بيقول بص فُلان بيعمل ايه و عمره ما فكر يبص لنفسه مره و يشوف هو نفسه بيعمل ايه، الموظّف عايزك تجيله فى الوقت اللى هو يحبه و تلتزم بيه و هو مبيلتزمش بوقته فى شغله او مكتبه، العامل اللى بيجى متأخر و بيمشى بدرى عايز مكن جديد من صاحب الشركه اللى مش عايز يصرف على عمال مش ملتزمين، الطلبه مش عايزه تروح المدرسه و المدرس اللى شغال دروس خصوصيه مش عايز يشتغل فى المدرسه لأنه مش مُستفيد منها حاجه، و غيره و غيره من النماذج اللى زى كدة.

الموضوع بقى اقرب لدائرة مغلقه كلنا بنلف فيها حوالين بعض عاملين زى الفيران اللى بيلفّوا على العجله، العجله عماله تلف و هما بيتكعبلوا فوق بعض، و كل واحد شايف الغلط من التانى، بلد تقريبًا فيها 90 مليون مدرب و مفيش فيها ولا لاعب واحد، فيها 90 مليون مدرس و مفيش فيها ولا طالب واحد، كل شخص فينا محتاج ياخد وقت يفكر فى نفسه و فى اللى المفروض يعمله او يقدمه للنهوض بالبلد دى، يا كدة يا هنفضل بنلف مكاننا زى الفيران فى الدايره!

-شكرًا لك يا صديقى على اجابتى على السؤال، فهناك مثله الكثير من الاسئله كنت اود لو يسع صدرك لى و اطرح عليك هذه الاسئله.

-(اة، شكلنا كدة ليلتنا مش فايته) عادى يا معلم ولا يهمك اسأل زى ما انت عايز.

يُتبع .... 


Wednesday, October 2, 2013

مين فينا بيحبّك؟ مين فينا يعرفك؟

يأتى رسول الله ليخبرنا اننا ما عبدنا اللى حق عبادته .. ثم يُقال على الكثير من الناس "دة راجل يعرف ربنا" .. من منّا يعرف الله؟

مين فينا يعرفك يارب؟


طفل صغير فى اعدادى مصلّاش الُجمعة غير مرتين فى حياته، و يحفظ من القرآن السورة القصيرة .. بس بيحبك و بيدعيلك قبل اى حاجة بيعملها .. و بيدعيلك فريقه المفضل يكسب، و ينجح فى امتحان الدراسات، و تشفى امه، و تخلي له اخواته و ابوه.


مين فينا يعرفك يارب؟


راجل سكّير عايش فى البارات، كل يوم ينزل من بيته على شغله على البار، يشرب لحد ما ينسى كل متاعب الحياة، و يرجع يفوق و يقول يارب .. يارب انقذنى و ارحمنى من المشاكل و المتاعب و الشرب اللى بشربه، و يرجع يشرب تانى .. بس كل ما بيفوق بيفتكرك!


مين فينا يعرفك يارب؟


الراجل العامل البسيط .. الفواعلى اللى شغال بيشيل طوب و زلط علشان يوميته و لقمة عيشه، و بيقول يارب عدى اليوم دة على خير ارجع لولادى بالعشاء و فطار تانى يوم، اعرف اعلمهم و يطلعوا احسن منى، يمكن مايكونش بيصلى الفرض بفرضه، ولا يعرف كتير عن الدين غير الفاتحة و كام اية و دعاء.


مين فينا يعرفك يارب؟


عالِم الدين .. اللى ياما تبحّر فى العِلم لدرجة انه نسى انه عايش وسط الناس، تبحّر لدرجة انه مبقاش بيشوف حد حواليه، بقى عامل زى الارض البور اللى كل ما ترمى فيها ميّه متطلعش زرع!
لا بيفيد حد بعلمُه ولا هو بيستفيد!


مين فينا يعرفك يارب؟


الشاب الملتزم اللى كل كلامه بيبدأ عن رسول الله او قال تعالى، ملتزم بسنّه الرسول فى ما يخص اللحية و الملابس و تقصير الثياب، اصحابه بيقولوا عليه بتاع مصلحته و انه مش شايف غير نفسه و مش مهم الباقى، بيدعيلك يارب تلحقه بالصالحين الذى هو ليس واحدًا منهم .. بس عمره ما فكر فى ما فعله الصالحين مع الناس علشان يبقوا صالحين!


مين فينا يعرفك يارب؟


الشاب اللى له اخطاء كتير، بيصلى و بيصوم و بيأدى الفرائض المطلوبه، بس بيغلط، بس غلطه لنفسه و بس، بيتعب علشان يرضيك يارب بس بيرجع يضعف .. و يغلط، وقت يدعيلك تهديه و وقت يقول ما انا كدة كويس .. على الاقل احسن من غيرى كتير!


مين فينا يعرفك يارب؟


الاختين اللى كل واحده فيهم بشخصية، واحدة مستنيه منك تبعتلها رزقها و المكتوب و بتحاول ترضيك على قد ما تقدر رغم كل اللى بتشوفه من صحباتها، و واحدة راحت تشوف رزقها بنفسها و بتقول بكره ربنا يهدينى على ايد اللى هيبعتهولى .. الاتنين واثقين كل الثقه فيك بس كل واحده و طريقها!


ناس هنا و ناس هناك، ناس تتعامل مع الدُنيا على انها نهاية المطاف، مع ان كل شئ زائل حتى الاشخاص! .. و ناس تتعامل على انها لعبة و اللى يجيب اسكور اكبر يدخل الجنّة .. و ناس سايباها على الله و مبتفكرش فيها.

بأختصار .. محدش هيعرف مين يعرفك يارب ولا مين بيحبك فى دول، بس اكيد انت عارف، عارف و عالِم بحال كل واحد .. بدعيلك يارب يا اللى مسير الانهار و خالق الاشجار و الجبال الاوتاد .. تهدينا و تهدى جميع البشر .. ترزقنا نور معرفتك و حبك .. آمين.

Tuesday, September 24, 2013

قُصاصات لازالت غير قابلة للحرق.



- تقبُّل البشر بكل نقائصهم و عيوبهم هو الاصعب، لكن تذكر من لم يتعلم كيف يُحب خلق الله .. لن يعرف حُب الله.

الفكرة الاصعب اللى بيعانى منها كل الخلق من اول سيدنا ادم لحد دلوقتى هو تقبل نفسهم بطل نواقصها و تناقضاتها، لو عرفت تتقبل نفسك و تحاول تطورها .. و تتقبل عيوب الناس اللى عايشين حواليك هتوصل للحكمة اللى ورا خلق ربنا بالنقص دة .. اللى هى التكامل و ان احنا نحاول نكمل بعض.

-يوجد نوعان من القذارة، القذارة الخارجية و هى تُطهّر بالماء، و القذارة الداخلية و هى الكراهية و الحقد و التعصب .. و هذة لا يمكن تطهيرها بالماء.

لو جيه عليك شوية تراب سهل جدًا تمسحهم بشوية مياة، انما لو نمت كل يوم و انت كاره او حاسد او مخنوق من حد او مش شئ، لو اتعصبت على كل حاجة بتحصل و بتتقال، هتعيش حياتك فى حجيم مُصغّر على الارض .. جرب كدة تنام فى يوم لا كاره حد ولا شايل من حد ولا حاقد ولا غضبان .. و قولى تانى يوم صاحى مرتاح ولا لا؟

-اذا اردت ان تغير الطريقة التى يعاملك بها الناس، عليك اولًا بتغير الطريقة التى تعامل بها نفسُك .. ابحث عن الاخطاء بداخلك قبل ان تبحث عنها فى من حولك.

لو شايف على طول ان الغلط "منهم" مش منّك، خدلك بريك .. و حاول كدة تركز مع نفسك شوية .. تشوف انت تستحق المعاملة دى ولا لا، و لو انت مكانهم و حد اتعامل معاك بطريقتك هتعمل اية؟ جاوب على الاسئلة دى .. و هتعرف تتغير علشان تكون تستحق المعاملة اللى نفسك فيها.

- فكرة ان تتحكم فى من حولك او ما حولك من ظروف، كفكرة سمكة تحاول ان تتحكم فى المحيط.

بذمتك عمرك شوفت سمكة بتتحكم فى ظروف المحيط اللى بتتخلق فيه؟ انت كمان متحاولش تتحكم فى الظروف، سواء كانت ظروك عيلتك او اصحابك او تتحكم فيهم نفسهم .. حاول تتحكم فى نفسك و تركز مع نفسك و الظروف هتتغير غصب عنها.

انا و انت و غيرنا اتخلقنا فى ظروف مُختلفة، محدش اختارها، انت كل اللى عليك انك تتعايش معاها بطريقة ما .. و تحاول تتحكم فى نفسك انت .. بس!

- مفتاح الفشل فى محاولة ارضاء الجميع.

اكبر مشكلة .. محاولة ارضاء كل الناس و كل الازواق و كل الاراء .. تلاقى نفسك قلبت فجأة على الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح شوية - مع الاعتذار للى بيحبوا الدكتور - بس محاولة ارضاء الجميع خسرته الجميع للأسف!

و هو دة اللى بنحاول نعمله .. تخيل مثلًا كان سيدنا موسى ارضى فرعون و اتعامل معاه على انه اله زى ما هو كان عايز، او سيدنا عيسى قال لا مش هنشر تعالمى فى ظل وجود اليهود، او سيدنا محمد اخد مكان مرموق فى قريش و ساب الدعوة اللى جاتله من الله؟

من اول اولوا العزم من الرُسل لحد كل شخص عظيم موجود فى حياتنا و هما محاولوش ارضاء جميع البشر، بل انهم عملوا اعداء كتير، لكن هما كانوا ثابتين على مبدأهم و علشان كدة اثروا فى البشر .. متحاولش ترضى كل الناس علشان فى الاخر هتخسرهم كلهم!

-كل ما نراه عظيمًا فى الحياة، قد بدأ يومًا صغيرًا.

تخيل اى حاجة عظيمة حوالِك مثلًا شركة ابل بدأت فى جراج، و مايكروسوف كان حالها بالبلاء لما بدأت، و بيتكوا بدأ بحفرة، كريستيانو رونالدو كان طفل عادى مبيعرفش يمشى و بيتكعبل زيك فى السجادة .. و ميسى كان عنده وقف نمو و كانت الكورة اكبر منه اصلًا!

كلهم بدأوا كدة .. لكن موقفوش عند كدة و قالوا "خلاص ربنا عايز كدة" .. ربنا عايزك تسعى و تتوكل عليه .. مش تقف مكانك و تسيب الظروف تتحكم فى حياتك .. اتحرّك!

-يقول رسولنا الكريم -ص- "لا ضَرر و لا ضِرار" و "إن احب الاعمالِ الى الله ادخال السرور على قلب مسلم".

قاعدين يتكتبوا فى اول كتاب كيف تكون مسلمًا .. لا تأذى حد ولا حد يأذيك .. ولا تعمل حاجة و انت عارف انها ممكن تأذى حد!
و الرسول لما جيه يوصف اسعادك لحد قال احب الاعمال الى الله .. للدرجة دى مهم جدًا انك تدخل السرور و السعادة على قلب اللى حواليك .. حاول على قد ما تتقدر ماتكونش سبب زعل حد .. افتح كوكاكولا و افرح!

-عندما تلوم الاخرين و الظروف و المواقف، فأنك تُعطيهم القوة للتحكم فى حياتك.

ماتديش الظروف اكبر من حجمها .. قدر كل شخص و كل موقف على حسب حجمه و ماتكبرش حد اكبر من حجمه، و حاول ماتديهمش الفرصة للتحكم فى حياتك بأنك تقول انهم السبب فى كل حاجة .. خليك دايمًا واثق انك تقدر تغير كل دة .. بس لو انت عاوز!

-لا تضِع حياتك فى السُخرية من الاخرين.

خلصت كل اللى عندك؟ كملت اللى ناقصك؟ حليت مشاكلك؟ لو الاجابة لا يبقى خليك فى نفسك و سيبك من السخرية من الناس .. مش هتنفعك!

-من لا يعمل لا يُخطئ، و من لا يُخطى لا يتعلم.

فاكر و انت طفل؟ لما وقعت؟ ايوة عيطت ماشى .. بس بعدها قومت .. لما كنت بتلعب بالكبريت؟ ايوة عارف والله انك عيطت برضه .. بس بعدها اتعلمت انه دة مش حاجة يتلعب بيها .. و هكذا بقى كل لما بتكبر بتغلط اكتر و بتتعلم اكتر .. بس حاول ماتُقعش فى الغلط مرتين!

-"و كُلُّ جراحةٍ فلها دواء، و سوء الخُلق ليس له دواء، و ليس بدائمٍ ابدًا نعيمٌ، كذاك البؤسِ ليس له بقاء" - سيدنا على بن ابى طالب


حبيت بس اكمل كلمة المُبدع سيدنا على برُباعية من ربعيات صلاح جاهين

حاسب من الاحزان و حاســب لها
حاسب علي رقابيك من حبلــها
راح تنتهي و لابد راح تنتهـــي
مش انتهت أحزان من قبلهـــا؟
عجبي !!!

Monday, September 23, 2013

حوار مع النفس و الذات و الاهرمات.


اجلس بمفردى مستمتعًا بكوبٍ من الكاكاو الساخن، غير مبالى بأى شئ حولى، لا اعبأ بما يقوله الرجل لزميله عن اهمية ان يدخل مسرعًا إلى البيت حتى لا تلاحقه الشرطة، اخذت رشفةً طويلة .. و سمعتُ صوتًا يقول "أنت مبسوط بحياتك؟" ...

-اة، هى ليلة مش معدّية على خير شكلها، انت عايز منّى اية؟ مش قولنا مش هنتكلم تانى؟

-قُلت بس امسى عليك، مبسوط؟

-*يقولها بخبُث انا اعرفه* مالكش دعوة، مبسوط اة .. خليك فى حالك!

-مبسوط بأية؟ انت فى حاجة فى حياتك تبسِط؟ .. الا قولّى، امتى كان اخر مرة نفسك فى حاجة و عملتها او جبتها؟

-*صمتُّ قليلًا اُفكر فى ما يقول، احقًا انا لا امتلك شئ مما اردت؟* ... مبسوط بنفسى، مبسوط بعيلتى، مبسوط بأصحابى، مبسوط انى بصحى كل يوم مبجريش على علبة دواء او بمسك عصاية جنبى علشان تدلنى على الطريق، و اة فعلًا كان نفسى فى حاجات كتير اعملها و حاجات اكتر اجيبها، بس الحاجات دى ممكن اعيش من غيرها يعنى .. عادى مش هموت، اهم حاجة بس انت تحل عن دماغى علشان عايز اكمل الفيلم!

-هو دة اللى انت فالِح فيه، فيلم .. كتاب .. و بس، ولا بتعمل حاجة فى حياتك غير كدة .. و العمر كل يوم بيفوت و انت ولا بتتحرك و المستقبل بيسوّد يوم عن يوم، امتى هتتحرك؟

-بقولّك اية؟ متجيب ربابة و تمشى تغنى فى الشوارع؟ او تعالى نشحت قدام كارفور! و بعدين ملكش دعوة بالمستقبل علشان دة لا بأيدى ولا بأيدك!

-بلاش المستقبل، فاكر الماضى؟ *قاطعته* "انت مبتسمعش عمرو دياب؟ مبلاش نتكلم فى الماضى، الماضى دة كان كله .... جراح!" .. فاكر لما كنت بتتنازل عن حاجات كتير فى سبيل ان بس الناس تفضل تتكلم معاك؟ فاكر لما كنت تعمل حاجة بتكرهها علشان الناس تفضل مصاحباك؟ فاكر اتذليت قد اية على حاجات ملهاش لازمة؟ فاكر اللى باعوك؟ طيب فاكر اللى انت بعتهم؟ فاكر اللى كنت بتكلمهم و بيكلموك و دلوقتى تشوفهم متسلمش حتى؟

-*احاول ان اكتم غضبى و اتعامل بشكل عقلانى مع ما يقول* طيب ما انت قُلت الكلام دة من الماضى، و كنت لسة صغير و الواحد مبيتعلمش ببلاش، و الناس اللى كانوا موجودين فى حياتى جم احسن منهم و عوضوهم، انت بتحوّر لية بقى و محسسنى انّك مش واخد بالك و انّك من بنها؟

-بتقولى مبسوط بنفسك؟ طيب بص فى المراية، ها؟ لسة مبسوط؟ عامل زى دب الكوالا .. ممكن اسيبك مكانك و بعد سنة ارجع الاقيك مكانك!
فاكر اصحابك زمان؟ دلوقتى بقى فيه اللى شغال و اللى عمل شغل خاص بيه و اللى اتجوزت و اللى خلفت و اللى و اللى و اللى .. و انت؟ ولا حاجة!

-*لم اعرف ماذا اقول؟ بماذا ارد على هذا الكلام؟ قررت الصمت ...*

-و اصحابك اللى بتفكر انهم ممكن يكونوا مش فرحانين برضه، حياة اى واحد فيهم احسن من حياتك بكتير، تقدر تقولى انت عندك اية؟ طيب هما اللى عنده شغل مستنيه ولا هيتجوز لما يخلص واللى عنده شقة واللى عنده عربية واللى عنده كل حاجة .. و انت؟ ولا حاجة!

-مش عارف انهى جملة فى الكلام دة ممكن انها تشجعنى انى اشتغل او اعمل حاجة لنفسى؟ طيب اعمل اية؟ اروح اعيش فى كوكب تانى زى مدحت صالح؟

-مين قالك بس يا ابنى انّك هتلاقى اللى انت عايزه فى كوكب تانى؟ انت اتولدت فقرى .. هتعيش و تموت فقرى .. فى ناس كدة لو مسكت التراب يتحول لدهب .. و فى ناس اصلًا ترابها دهب .. و فى ناس زيّك .. لا تشوف التراب ولا الدهب!

-*كثيرٌ مما يقول حقيقة، ولكن ...* طيب ما انت معايا اهه فى نفس المشكلة؟ مشجعتنيش مرة انى اخرج منها لية؟

-انا .... *رد بحيره*

-ايوة انت .. بس انا هقولّك بقى .. انت عايز ترمى كل حاجة على الظروف .. و تقعد تشتكى طول النهار من قله الفلوس و قله المعارف .. و تقعد تقول مش انا السبب .. اريّح مش كدة؟

-تنكر ان السعادة فى الفلوس؟ تنكر انك لو كان عندك فلوس كنت هتبقى مرتاح؟

-بص، انا مش هحوّر و اقولّك ان السعادة مش فى جمع المال و السخف المركب و الجهل المبين و الجو دة، انا هقولّك بس ان الفلوس سبب من اسباب السعادة، بس مش هى السعادة .. اية رأيك يكون عندى فلوس، و عندى مرض بيخلينى مش قادر اتحرك و الناس بتتعامل معايا بشفقة علشان انا قعيد؟ طيب عندى فلوس و سليم و مُعافى .. بس مليش حد اعيش معاه و عايش لوحدى و الناس بينافقونى علشان الفلوس .. اية؟ حلوة الحياة كدة؟
-ولا اقولّك على الناس اللى بيشتغلوا و يتعلموا فى نفس الوقت؟ و بيبذلوا مجهود فى حياتهم اكتر منك؟ و انت تقولى مبسوط بأية؟ الناس دى محتاجين الوقت و المجهود اللى انت بترميهم فى الارض، على الاقل بتلاقى حاجة تاكلها .. حاجة تلبسها من غير ما تتعب!

-*......*

-علشان تعرف ان السعادة ممكن تيجى من غير فلوس .. الفلوس مهمة و هى الحاجة اللى كل الناس عايشة علشان تجمعها، بس مش هى الحاجة الوحيدة اللى ممكن تسعدنى، عايزنى اعيش مكتئب؟ و اضيع وقت فى انى اشتكى من قله حاجات مش هتيجى لوحدها؟ مشوفتش كل قصص الكفاح فى الافلام اللى اتعملت؟ اي نعم كل الممثلين قابضين بالملايين بس دة ميمنعش انهم تعبوا فى اول حياتهم برضه، بعيدًا عن ولاد الممثلين يعنى!

-اهه بنفسك شوفت؟ الواسطة هى الحاجة الوحيدة اللى شغاله فى البلد .. من غير مركز و فلوس .. انت ولا حاجة!

-أنا معاك فى النقطة دى؟ بس لو معنديش فلوس ولا مركز؟ اموت يعنى؟ يعنى الحاجة الوحيدة اللى ادهالى ربنا هى حياتى .. اسيبها و اعيش ميّت؟ هتبقى اية الفايدة؟ كفاية اللى ماتوا و اللى بيموتوا، هنعيش احنا كمان ميتين؟
بقولّك اية؟ متغور بقى و ابعد عنى و سيبلى دماغى علشان انت قرفت اللى جابونى، لولا ان انت انا .. انا كنت شتمتك بكل الشتايم اللى اعرفها فى حياتى و اللى معرفهاش!

-خلاص خلاص ماشى، بس خليك فاكر انت اللى خسران!

-انا ابقى خسران فعلًا لو قعدت اتكلم معاك تانى، ابو اشكالكوا بتجولنا منين؟

انظر لأرى ان تترات النهاية تنزل على الشاشة و ان الفيلم قد انتهى، و لكن التفكير لم ينتهى .. "الله يخرببيتك قلبتلى دماغى" ...

Friday, September 20, 2013

-صدقنى، لقد رأيتُها بعينى .. تموت و بعدها تطير *قالها بزهول*
-لا اصدق، فعندما تموت فأنت تموت ولا تطير .. لم ارى احدًا يموت و يطير من قبل الا فى القصص الخيالية!
-حسنًا تعالى معى سأُريك.

*يأخده و يسيران خلف اليرقات و الفراشات*

-انظر .. ارأيت كيف هى ميته؟
*ينظران اليها و هى ساكنة ثابته فى شرنقتها*
-انظر كيف تستعد للطيران بعد الموت.

*رأها لأول مرة و هى تطير و تبتعد بعد ان كانت فى شرنقتها شبه
 ميته، قال انه و لأول مرة يرى شئُ كهذا، لقد ظن ان من يموت لا يمكن ان يحيا ثانيةً، فعدما رأها اكتشف انه يمكن للأنسان ان يطير بعدما كان قد فقد الامل فى الحياة*

Thursday, September 19, 2013

مقام المجاذيب!

مسجد الحسين بالقاهرة يُعد من اهم المساجد فى مصر .. قيمته الاثرية و الدينية كبيرة جدًا بالنسبة للمصريين بل المسلمين فى شتّى بِقاع الارض ..

بٌنى فى العصر الفاطمى سنة 1154 ميلادية، و سُمى المسجد بأسم الامام الحسين للاعقتاد بوجود رأس الحسين فى هذا المكان!
إذ تحكي بعض الروايات أنه مع بداية الحروب الصليبية خاف حاكم مصر الخليفة الفاطمي على الرأس الشريف من الأذى الذي قد يلحق بها في مكانها الأول في مدينة عسقلان بفلسطين، فأرسل يطلب قدوم الرأس إلى مصر وحمل الرأس الشريف إلى مصر ودفن في مكانه الحالي وأقيم المسجد عليه.

يتسِع المسجد لعدد كبير من المصليّن نظرًا لأتساع مساحته، و المسجد من الداخل رائعًا من حيث البناء الذى تٌزيّنه القناديل و عليها النقوش الاسلامية المميزه، الكثير من الناس على الارض راقدون او نائمون فى المسجد .. و هناك من يبيع الجرائد و هناك من يشحذ المال ...

كل هذا شئ .. و المقام شئ آخر .. عالم من الخيال المريض .. و من هنا سأبدأ التحدٌث باللغة العامية نظرًا لأن الموضوع دة ميتسكتش عليه ابدًا بقى!

فى الاول قبل دخولنا للمقام .. لقينا شخص كبير فى السن و فى الحجم و فى المقام .. بأختصار تنين .. وطى نزل على الارض فجأة يبوس على ايد شخص مجذوب او مجنون يعنى لابس جلباب و مفخّد كدة على الارض .. نازل يبوس على ايده و بيقول و فى عينه الدموع "ادعيلى"!!

فما كان من المجذوب الا انه رفع ايده و حطها على رأس الرجل دة و مسح عليها .. قال يعنى كدة شفاه من البرّص! .. قام الرجل و هم بالخروج خلاص و اذ به فجأة بدون مقدمات ينزل على الارض بسرعة .. و يبوس عتبه الباب بتاعة المقام .. طب دة بالذمة كلام؟

المهم تدخل جوه تلاقى ناس كتير قاعدة بتتكلم و ناس بتقرأ قرآن و ناس بتدعى و هما ماسكين فى النحاس بتاع مقام الحسين .. واقف بتابع كل دة و سمعت فجأة صوت "بوس"!!
*الصوت دة جاى منين؟* ببص ورايا لقيت راجل تقريبًا فى الستّين من عمره بيبوس حيطان المقام!! .. المهم سيبه و ركزت فى الناس لقيت ستات بتعيط و رجاله بترفع ايدها تحيه للحسين و اللى واقفين عند الباب النحاس فى المقام بيبوسوا فيه و يدعوا برضه!

على قد ما صعبان عليا مشاكل الناس اللى بتشتكى على قد ما صعبان عليا اكتر جهلهم .. جايين يلجوا للحسين اللى اصلًا احتمال كبير ميكونش فى المكان دة .. و سايبين اللى خلق الحسين نفسه!!

المهم .. قاعدين نلف جوه .. بصراحة المقام شكله رائع بالنقوش اللى على السقف و النحاس اللى على المقام و الانوار اللى فوقيه و الورد .. بتابع كل دة و فجأة لقيت الراجل الستينى بالجلابيه الفلاحى بتاعته بيبوس فى زى قصرية او اناء نحاس وضِع على الجنبات الاربع للمقام .. برضه بيبوسوا و بياخد البركة منه!

قلت اتمشى شوية جوة لقيت راجل ماسك النحاس بتاع المقام بأيد و الايد التانية بيمدهالك تاخد البركة منه .. و الناس بيجبوله اولادهم يمسح على دماغهم .. بيشموا البركة!

فجأة سمعنا صوت كأنها ترانيم .. او اغنية افريقية .. بصوت عالى فى المكان .. نبص ندور فين الصوت لقينا ست لابسة عباية و نضارة و بتتوسل لكل اولاياء الله من اول الامام على و ابنائه و زوجات الرسول و زوجات الحسن و الحسين .. و الرسول و برضه مجابتش سيرة رب الرسول!

هى كانت بتطلب منهم انهم يفتحوا محكمة للناس الله يرحمهم جميعًا .. و فجأة لقيت نفس الراجل الستينى بيبوس فى المقام نفسه بقى .. دخل على المقام بقى .. انا من كتر ما شوفته بيبوس بقيت خايف يجى يبوسنى!!

جرعة جهل الناس دى رضعت منها و بزيادة .. لا هما فاهمين انهم كدة غلطانين ولا عايزين يفهموا .. ربنا بيقول فى القرآن 
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) لم يُحدد طريقة الدعاء ولا المكان ولا اى حاجة .. بس قال انه اقرب من اى حد ليك .. ادعيله و هو هيستجيب .. لية بقى اروح لمخلوق من مخلوقات الله و مات اصلًا رحمه الله و اتوسل بكل التوسلات علشان يشفيلى ابنى ولا يرفع عنى البلاء!!

اتمنى انى فى يوم من الايام ادخل الحسين تانى و ماشوفش المنظر دة تانى ..

والله لو كان الجهلُ دكرًا لقتلتُه!
من تصوير عم ايمن النادى :D

Tuesday, September 17, 2013

اللوح المحفوظ #8

كيف لنا و اللهُُ خلقنا مختلفين الا نقبل اختلافاتنا؟ اليست هذة مشيئةُ الله و نحن نؤمن بهذا؟



بسم الله الرحمن الرحيم .. اللهم صلِّ و سلم و بارك على سيدنا محمّد و تبعه بأحسانٍ إلى يوم الدين ....

من بداية الخلق و ربنا خالق البشر جميعًا مختلفين، مختلفين فى الصفات و الاشكال و الالوان و كل شئ، دة الشئ الوحيد المشترك ما بين جميع البشر انهم اصلًا مُختلفين!

طيب ازاى احنا مش عارفين نتعامل مع اختلافنا دة؟ ازاى دايمًا بنهاجم المختلف؟

من اول سيدنا ابراهيم و المشكلة دى موجودة .. لما سيدنا ابراهيم فكر و حاول يلاقى الاله بنفسه تعاملوا معاه على انه خارج عن دين اجداده و اباءه و انه لازم يرجع لصوابه، حتى لو كان فى منهم مش مقتنع ان الاله اللى من حجر دة مالوش اى لازمة و لا يقدر على نفعهم او ضرّهم الا ان هما فضلوا يكونوا مع "الجماعة" عن انهم يكونوا لوحدهم زى ابراهيم كدة مكروهين من المجتمع ....

و دة كان مصير كل صاحب دعوة فى اى مجتمع- اللى هما الانبياء- النبذ و الكره من المجتمع، انت لية جاى بفكر جديد تبوظ علينا حياتنا؟ لا احنا هنفضل مع الجماعة .. احنا كدة احسن اكيد .. و عمرهم ما فكروا جتى يفكروا فى الكلام اللى النبى دة بيقوله!

نقول بلاش الانبياء علشان دة مصيرهم، تعالوا للناس العادية، مجرد اختلافهم فى شئ دلوقتى زى الفكر و الشكل و اللون و الانتماء السياسى بقى بيسبب مشاكل كتير .. من تريقة بقى و خناقات و زعل على الفاضى!

لية كل جماعة كدة واخدين جنب و قافلين على نفسهم و مش عايزين حد مختلف ما بينهم؟ عارف لية؟ علشان هما كدة اريّح ليهم، هما كدة فرحانين!

هنا نفتكر الاية الكريمة "كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ" سورة المؤمنون .. طيب لية هنا ربنا لم يقُل مؤمنون؟ او معتقدون؟ او مُقتنعون؟ لية ربنا قال الفرح و هو شئ حسى و لم يقل الاعتقاد و هو شئ ادراكى و منطقى؟

علشان بيكون فى كتير ممن هم فى جماعة يمكن غير مقتنعين بكل شئ بيتقال او بيتعمل "بس" هما كدة اريّح بالنسبة لهم .. هما كدة فرحانين .. هما كدة عايشين من غير وجع دماغ و كلام و اختلافات و نقاشات .. هما كدة احسن!!

هقولكم على تجربة حصلت فى الولايات المُتحدة فى 2004 ايام الانتخابات الرئاسية .. كانوا المرشحين جورج بوش عن الحزب الجمهورى و جون كيرى عن الحزب الديمقراطى ...

فريق علماء اعصاب من جامعة إيمورى جم جابوا مؤيدين للمرشحين الاتنين .. و عرضوا فيديوهات توضح كم التناقد فى كلام كل مرشح مع نفسه .. كل مرشح فيهم ناقد نفسه اكتر من مرة فى اكتر من نقطة فى اسألة مُختلفة ...

قاسوا الانفعالات بتاعة المُخ عن طريقة اشاعة الرنين المغناطيسى .. لقوا ان كل المراكز اللى نشطت فى العقل هى الاماكن اللى بتدل على الحس فقط .. الاماكن اللى تدل على الادراك و الفكر صفر .. ولا كأنها موجودة اصلًا!

و قاموا كلهم و هما لسة مؤيدين لنفس المرشحين عادى جدًا، لأن دة "حزبى" و "مرشحى" لا يمكن اقول عليه حاجة، انما بقى لو غيروا و بدلوا و خلوا كل فريق يشوف فيديوهات المرشح الاخر كانت الاماكن الادراكية فى العقل اشتغلت لأن انا اصلًا بكرهه فالاماكن الحسية هتكون مُعطلة :)

الكلام دة يخليك تفكر الف مرة قبل ما تتكلم مع حد مختلف معاك، لازم تكون طريقة الكلام كويسة و متكرهوش فيك لان هو اصلًا كاره طريقة تفكيرك يعنى سيبله مساحة على الاقل يتجاوب معاك فيها .. بلاش قصة "خد يا خرووووف شوف الفيديو دة يا هبااااال خود فيشار" او "اتفرج يا لاحس البيادة يا لاعق القيادة لعنة الله على امثالك" اكيد لما حد هيسمع الكلمتين دول لا يمكن بأى حال من الاحوال يسمع او يقتنع بالشئ دة حتى لو كان صح!

لما جه ربنا يتكلم عن الكُفّار قال "زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا" هو شايف ان كُفره دة شئ كويس لأنه مع الجماعة .. لما بيجى يفكر او يراجع مذهبه فى اى شئ العقل بيديله اشارات "كدة خطر" "ارجع" علشان هو مش عايز يفكر اصلًا .. هو كدة احسن!

لازم علشان نحاول نحترم اختلافنا لازم الاول نحترم بعض .. و نعذر بعض اكتر .. و نعرف ان ربنا مخلقناش قضاه على البشر .. و لو ربنا عايز يخلقنا كلنا شبه بعض و غير مختلفين كان عمل كدة .. لكن شاء انه يخلقنا مختلفين علشان نتعرف على اختلافاتنا دى .. علشان نتحرم اختلافاتنا دى :)

اللوح المحفوظ #7

هل كل ما نحن فية سببه البُعد عن الله فقط؟




بسم الله الرحمن الرحيم .. و الصلاة و السلام على الذى بُعث رحمة للعالمين سيدنا محمد ....


تقريبًا كلنا سمعنا على الاقل مرة او ان مكانش خمسين مرة فى اليوم كلمة "صبرنا يارب صبر ايوب" .. بس حد فينا يعرف لية ايوب و اية اللى حصله و اية علاقة دة بالصبر؟ 


سيدنا ايوب كان عايش فى مكان اسمه حوران .. ربنا انعم عليه بالزوجة الصالحة و الزرية و المال الوفير .. كان غنى جدًا يعنى .. و كان عنده اراضي بيزرعها يطلّع منها للفقراء و المُحتاجين ...


كان بيته يُعتبر ملجأ للفقراء و كان بيجوا من حوران كلها علشان عارفين ان سيدنا ايوب لا يمكن يمّنع عنهم حاجة :)


يعنى كان راجل حياته يتمناها اى شخص .. اُمّال اية اللى حصل بقى؟


هنا بقى الناس ابتدت تسأل و ابتدى الشيطان يلعب فى عقولهم، كانوا بيقولوا ان لو سيدنا ايوب مكانش غنى و لا عنده النِعم دى كلها كان هيكفر بالله و مش هيعمل عمل صالح زى ما هو بيعمل دلوقتى ...


فضِل الوضع زى ما هو لكن فجأة حاجة ورا حاجة اختفت؟ اولاده و بناته ماتوا، المزارع كلها اتحرقت، الحيوانات و الماشية و ماتوا، مصايب كلها ورا بعض ...


ساعتها كان هو بيقول ان دى مشيئة الله و انا لا اعترض عليها ...


اما اهل حوران فقلبوا كلامهم 180 درجة .. بقوا بيقولوا انه اكيد عمل شئ فظيع اغضب بيه ربنا علشان كدة ربنا عاقبه -مع انه نبى- و ان اللعنة اللى نزلت عليه من الله هتنزل على القرية كلها قريبًا ...


المهم انه طردوه و اجبروه يعيش فى الصحراء .. تخيل لو انت مكانة تعمل اية؟


سيدنا ايوب بقى استحمل و استغفر ربنا "وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ " .. لأن الشيطان كان بدأ يوسوس له بأن الله لا يحبه و يبتليه لانه يكرهه ...


استجاب الله لدعاء ايوب و صبره على البلاء و رجع تانى سيدنا ايوب زى ما هو .. بس دة اية علاقته بالسؤال اللى فوق؟ 


القصد ان المصائب اللى نزلت على سيدنا ايوب كانت بدون ما سيدنا ايوب يُغضب ربنا .. يعنى مش كل غنى كان ربنا رازقه و افلس مثلًا يبقى لازم يكون كان بيعمل حاجة تغضب ربنا يعنى و يتوب فى اخر الفيلم و الكلام دة!


و المصائب اللى بتحصلنا فى مصر ورا بعض دى اكيد مش سببها الوحيد البعد عن الله .. و لو انّى مقتنع انه واحد من الاسباب .. لكن فى اسباب اكتر من كدة خلتنا نقع فى المصائب دى كلها ...


و مش هقعد اقول بقى "إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ" و شايف الغرب عايشن ازاى و هما بيعبدوا بقر و حمير و فى ناس ملاحدة و مش عارف اية .. احنا من الاخر لا دة ولا دة!

عدم الاهتمام بالتربية بيخسرنا جيل كامل طالع مش عارف اى قيّم او مبدأ يتربى عليها، عدم الاهتمام بالتعليم يخسرنا دماغ طفل ممكن يكون من اكتر المُبدعين فى مجاله .. عدم الاهتمام بكل شئ فى حياتنا خسرنا بلدنا!



كانوا كل الحجاج و المصلّين وراء امام الحرم بيدعوا لمصر و اهلها .. يعنى مفيش حتى واحد من الملايين دول دعائه مستجاب؟


بس هى مابتجيش كدة، لازم يكون فى نيه من الشخص نفسه بالاِصلاح .. يعنى صُنّاع القرار فى مصر و المسئولين و الشعب نفسه لازم يكون عندهم النية فى التغير و الاصلاح و الا الدعاء كله هيروح هدر .. ربنا هيساعد شرط انّك تبدأ فى السعى ...


الفقير اللى اتولد لقى نفسه كدة ربنا ابتلاه فعلًا، بس لازم يسعى علشان يغير من مستواه الاجتماعى و ميفضلش يشتكى و بس .. و الغنى اللى اتولد لقى نفسه كدة ربنا ابتلاه برضه، لأنه هيفضل طول الوقت فى قلق و خوف من ان الثروة تضيع منه فى اى وقت فلازم برضه يشتغل و يحافظ عليها ...


اللى اتولد لقى نفسه فى مصر دة برضه نوع من انواع الابتلاء .. بس هو لازم يسعى و يشتغل و يحاول قدر الاِمكان انه يرفع الابتلاء دة و يحول الوضع للاحسن :D


ارضى بقسمه ربنا و قول الحمدلله .. بس حاول تغيرها و تعدّلها .. ربنا منزلكش الارض علشان تفضل زى ما انت، امال هو اداك عقل تفكر بيه لية و تحاول تعدّل و تطوّر؟


انت نازل الدنيا علشان تحاول تعدل و لو جزء بسيط فيها .. الرضا شئ مهم بس الاستسلام ضعف :)


فى النهاية ندعى كلنا ادعيه سيدنا ايوب: اللهم إنى أعوذ بك اليوم...... فأعذنى .وأستجيرك اليوم من جهد البلاء ..... فأجرنى .وأستغيث بك اليوم ...... فأغثنى .وأستصرخك اليوم على عدوك و عدوى ..... فاصرخنى .وأستنصرك اليوم ..... فانصرنى .وأستعين بك اليوم على أمرى .... فأعنى .وأتوكل عليك ..... فاكفنى .وأعتصم بك ..... فاعصمنى .وآمن بك ..... فأمنى .وأسالك ...... فاعطنى .واسترزقك ......فارزقنى .وأستغفرك ..... فاغفر لى .وأدعوك ..... فأذكرنى .وأسترحمك ..... فأرحمنى .


آمين :)

اللوح المحفوظ #6

الطيبون للطيبات و الخبيثون للخبيثات؟ دة انا كدة يا معلم هلبس فى حيطة!


بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة على الرسول الكريم ... 

طبعًا كلنا عارفين الاية بتاعة الطيبون للطيبات و الخبيثون للخبيثات و لو سألت اى حد على معناها هيقولى يعنى لو انت طيب هتتجوز واحدة طيبة و لو انت ابن ستين **** يبقى هتتجوز واحدة خبيثة مش كدة؟ 

طيب و سيدنا نوح؟ مش طيب؟ طيب ازاى يتجوز واحدة خبيثة؟ :)

لو قلنا ان معنى الاية كدة هنبقى بنخالف نص قرآنى واضح (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) سورة التحريم الاية 10

ربنا بيضرب المثل بامرأة نوح و امرأة لوط انهم كانوا كافرين و كانوا بيقولوا عليهم مجانين و مش انبياء و هما انبياء و من عباد الله الصالحين .. فلو كان الله بيعطى الطيبون للطيبات كان الاولى انه يُعطى لعباده الصالحين زوجات صالحات! و لكن اعطاهم زوجات داخلين النار ....

طيب يبقى كدة القرآن بيناقد نفسه؟ ولا ممكن الاية بتاعة الطيبون للطيبات دى يكون ليها معنى تانى؟ 

تعالى نشوف الاية كلها (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)

مبرؤون مما يقولون؟ يعنى اية؟ 

علشان نعرف معنى الاية لازم نعرف انها نزلت بعد حادثة الافك اللى الكفار و المنافقين اتهموا فيها السيدة عائشة رضى الله عنها فى شرفها و قالوا انها خانت رسول الله ...

و الدليل على كدة لو قرأت من الاية 22 لحد الاية 26 من سورة النور هتعرف ان ربنا هنا بيتكلم عن يوم القيامة .. فى مفسرين فسروا الايات على انها بتقول ان الطيبون سيحشرون مع الطيبات فى القول يعنى اللى قالوا كلام كويس عن السيدة عائشة و الخبيثون و الخبيثات عكسهم ....

و فى مفسرين فسروا الايات على ان القصد من الخبيثات انها الكلمات الخبيثات للرجال الخبيثون فى القول و الكلمات الطيبات للرجال الطيبون فى القول .. و دة اللى واضح فى مبرؤون مما يقولون ....

يعنى الموضوع ملوش اى علاقة بالجواز .. و الاولى ان ربنا كان اعطى حتى لامرأة فرعون اللى فى الجنة بأذن الله راجل غير فرعون اللى فى النار :)

عايز برضه اوضح نقطة .. انا مبقولش كدة علشان الناس تقول "قشطة يعنى اعط و اهيص طول حياتى و لما ابقى اتجوز ابقى ادور على واحدة محترمة" .. هتلاقيها فين المحترمة دى و انت كل علاقاتك مش محترمة؟ و حتى لو لقيتها هتفضل شاكك فيها و حياتكم هتبقى جحيم بحكم انك مسيبتش واحدة فى حالها ...

يبقى الشرط قبل الزواج العفة للولد و البنت .. و دة مش علشان تتجوز و بس لا، دة علشان برضه امر الله بالعفة للولد و البنت يعنى دة لتنفيذ اوامر الله اللى انت او انتِ مؤمنين بيه :)

(قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ**وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ...) إلى الاخر الاية فى سورة النور ...

دينا مش زى دين الهندوس اللى عندهم الكارما .. اللى هى لو عملت حاجة وحشة لازم تترضلك فى العالم دة او تترضلك فى العالم الاخر او مش عارف اية حاجات كدة ملناش دعوة بيها! :D


يعنى اللى عايش حياته و مقضيها و اللى عايشه حياتها و كدة ممكن يتجوزوا ناس كويسين بس شرط يتوبوا و يعفوا انفسهم من العط و المط و هتكون مكافئة ربنا ليه انه يرزقه او يرزقها بالزوج الصالح او الزوجة الصالحة و بالزرية الصالحة كمان ان شاء الله :)

اللوح المحفوظ #5

كرم الله الرجل فى الاسلام بالقوامه، فبماذا كرم الله المرأة اذًا؟



بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على الرسول الكريم .. نقطة و من اول السطر :)


مش فاهمه انا بجد الاسلام كرم المرأة على اساس اية؟ دى بتتجوز تبقى زى الجارية او الخدامة تكنس و تمسح و تغسل و تبقى تحط امر الزوج كمان فى كل حاجة؟ هى فين الحرية و فين التكريم للمرأة فى الاسلام؟


طيب اولًا كدة علشان نبدأ على نضيف الاسلام لم يجبر المرأة على القيام بأعمال البيت من كنس و طبخ و خلافه الّا طواعيه منها -يعنى متطوعة- اما غير كدة فدة مش من واجبتها حسب رأى اكثر العلماء و منهم الائمة الاربعة (الشافعى-مالك-ابن حنبل-ابو حنيفه) ...


لا و كمان اية واجب عليك تجيبلها الاكل مطبوخ حسب شرح كتاب "البدائع" للامام الكاسانى -الحنفى- "لو جاء الزوج بطعام يحتاج إلى الطبخ والخبز فأبت المرأة الطبخ والخبز لا تجبر على ذلك، ويؤمر الزوج أن يأتي لها بطعام مهيأ" .. هوباااا لا يا معلم كدة كتير الصراحة!


زمان كان مفيش لبس جاهز و فساتين جاهزة و كدة فكان كل واحد بيجيب قماش و يفصل .. فكان واجب عليك تجيبلها القماش متفصل .. اة متفصل يا اما تساعدها فى تفصيله علشان متتعبهاش حسب الامام ابن حزم الاندلسى!


امال هى المفروض بتعمل كدة دلوقتى ازاى؟ دة "المفروض" بيكون كرمًا منها و تعطفًا على حال الزوج اللى طالع عينه فى الشغل طول النهار، و دة لازم يتم باتفاق الطرفين على أعمال البيت، لأن رسولنا الكريم كان بيساعد اهل بيته فى الخياطة و غيرها من الاعمال، و لما تجوز الامام على بالسيدة فاطمة الرسول كان بيحثهم على تقسيم الاعمال المنزلية ما بينهم :)


كل دة نابع من الامر القرآنى انه ربنا جعل بين الازواج مودة و رحمة، يعنى انا مبقولش الكلام دة علشان الزوجة تقول لزوجها "و النبى ما انا شغاله و يولع البيت" و قلّه الادب دى! :D


لا، الكلام دة علشان كل واحد يبقى عارف حقوقه اللى ليه و واجباته اللى عليه، يعنى الراجل يشتغل و يتعب و يجيب فلوس و يوفر حياة كريمة، و الزوجة عليها انها تهيئ بيئة مُريحة و صالحة للحياة :)


معلومة كمان كنت هنساها، حسب كتاب "المرأة فى القرآن الكريم" للشيخ الشعراوى، فأن من حق المرأة انها تكتب فى عقد الزواج اى شرط حتى لو كان شرط عدم السماح للزوج بالزواج عليها، بس كله بالتراضى .. التراضى هاه! :D


يعنى الاسلام مظلمش المرأة ولا حاجة، و انما اللى ظلمها اولًا عدم معرفتها بحقوقها و تهاونها فيها، ثانيًا انحياز بعض الرجال لقصة القوامه و نسيوا ان القوامه دى مسئولية عليهم اصلًا، و ان المودة و الرحمة هما الاصل فى الزواج و مش العبودية و الطاعة!


المرأة بس عليها انها تطيع زوجها فى عدم الخروج من المنزل الا بعلمه و عدم دخول حد للمنزل الا بعلمه برضه .. دة اللى واجب عليها بس! 



طبعًا دة مش معناه ان الزوج يبقى راجع البيت طالع عين اللى خلفوه من الشغل و انتوا اتفقتوا على انِك تقعدى فى البيت فيسألِك "فين الاكل؟" تقوليله "لا والله معملتش اصله من شغلى" .. هيقولِك "على بيت مامى يلا و خدى الباب فى ايدِك" .. افتكروا ان المودة و الرحمة هما الاصل فى الزواج و ان التعاون بينكم هو اللى هيخلى عمر الزواج يطول :)

أركن إلى المجاز الأقرب والأوضح، لضعف ما امتلك من حصيلة معرفية ولغوية وزخم شعوري تجاه العالم، فالوحدة هي الصحراء الواسعة، والظمأ الأرض ا...