Tuesday, September 17, 2013

اللوح المحفوظ #8

كيف لنا و اللهُُ خلقنا مختلفين الا نقبل اختلافاتنا؟ اليست هذة مشيئةُ الله و نحن نؤمن بهذا؟



بسم الله الرحمن الرحيم .. اللهم صلِّ و سلم و بارك على سيدنا محمّد و تبعه بأحسانٍ إلى يوم الدين ....

من بداية الخلق و ربنا خالق البشر جميعًا مختلفين، مختلفين فى الصفات و الاشكال و الالوان و كل شئ، دة الشئ الوحيد المشترك ما بين جميع البشر انهم اصلًا مُختلفين!

طيب ازاى احنا مش عارفين نتعامل مع اختلافنا دة؟ ازاى دايمًا بنهاجم المختلف؟

من اول سيدنا ابراهيم و المشكلة دى موجودة .. لما سيدنا ابراهيم فكر و حاول يلاقى الاله بنفسه تعاملوا معاه على انه خارج عن دين اجداده و اباءه و انه لازم يرجع لصوابه، حتى لو كان فى منهم مش مقتنع ان الاله اللى من حجر دة مالوش اى لازمة و لا يقدر على نفعهم او ضرّهم الا ان هما فضلوا يكونوا مع "الجماعة" عن انهم يكونوا لوحدهم زى ابراهيم كدة مكروهين من المجتمع ....

و دة كان مصير كل صاحب دعوة فى اى مجتمع- اللى هما الانبياء- النبذ و الكره من المجتمع، انت لية جاى بفكر جديد تبوظ علينا حياتنا؟ لا احنا هنفضل مع الجماعة .. احنا كدة احسن اكيد .. و عمرهم ما فكروا جتى يفكروا فى الكلام اللى النبى دة بيقوله!

نقول بلاش الانبياء علشان دة مصيرهم، تعالوا للناس العادية، مجرد اختلافهم فى شئ دلوقتى زى الفكر و الشكل و اللون و الانتماء السياسى بقى بيسبب مشاكل كتير .. من تريقة بقى و خناقات و زعل على الفاضى!

لية كل جماعة كدة واخدين جنب و قافلين على نفسهم و مش عايزين حد مختلف ما بينهم؟ عارف لية؟ علشان هما كدة اريّح ليهم، هما كدة فرحانين!

هنا نفتكر الاية الكريمة "كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ" سورة المؤمنون .. طيب لية هنا ربنا لم يقُل مؤمنون؟ او معتقدون؟ او مُقتنعون؟ لية ربنا قال الفرح و هو شئ حسى و لم يقل الاعتقاد و هو شئ ادراكى و منطقى؟

علشان بيكون فى كتير ممن هم فى جماعة يمكن غير مقتنعين بكل شئ بيتقال او بيتعمل "بس" هما كدة اريّح بالنسبة لهم .. هما كدة فرحانين .. هما كدة عايشين من غير وجع دماغ و كلام و اختلافات و نقاشات .. هما كدة احسن!!

هقولكم على تجربة حصلت فى الولايات المُتحدة فى 2004 ايام الانتخابات الرئاسية .. كانوا المرشحين جورج بوش عن الحزب الجمهورى و جون كيرى عن الحزب الديمقراطى ...

فريق علماء اعصاب من جامعة إيمورى جم جابوا مؤيدين للمرشحين الاتنين .. و عرضوا فيديوهات توضح كم التناقد فى كلام كل مرشح مع نفسه .. كل مرشح فيهم ناقد نفسه اكتر من مرة فى اكتر من نقطة فى اسألة مُختلفة ...

قاسوا الانفعالات بتاعة المُخ عن طريقة اشاعة الرنين المغناطيسى .. لقوا ان كل المراكز اللى نشطت فى العقل هى الاماكن اللى بتدل على الحس فقط .. الاماكن اللى تدل على الادراك و الفكر صفر .. ولا كأنها موجودة اصلًا!

و قاموا كلهم و هما لسة مؤيدين لنفس المرشحين عادى جدًا، لأن دة "حزبى" و "مرشحى" لا يمكن اقول عليه حاجة، انما بقى لو غيروا و بدلوا و خلوا كل فريق يشوف فيديوهات المرشح الاخر كانت الاماكن الادراكية فى العقل اشتغلت لأن انا اصلًا بكرهه فالاماكن الحسية هتكون مُعطلة :)

الكلام دة يخليك تفكر الف مرة قبل ما تتكلم مع حد مختلف معاك، لازم تكون طريقة الكلام كويسة و متكرهوش فيك لان هو اصلًا كاره طريقة تفكيرك يعنى سيبله مساحة على الاقل يتجاوب معاك فيها .. بلاش قصة "خد يا خرووووف شوف الفيديو دة يا هبااااال خود فيشار" او "اتفرج يا لاحس البيادة يا لاعق القيادة لعنة الله على امثالك" اكيد لما حد هيسمع الكلمتين دول لا يمكن بأى حال من الاحوال يسمع او يقتنع بالشئ دة حتى لو كان صح!

لما جه ربنا يتكلم عن الكُفّار قال "زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا" هو شايف ان كُفره دة شئ كويس لأنه مع الجماعة .. لما بيجى يفكر او يراجع مذهبه فى اى شئ العقل بيديله اشارات "كدة خطر" "ارجع" علشان هو مش عايز يفكر اصلًا .. هو كدة احسن!

لازم علشان نحاول نحترم اختلافنا لازم الاول نحترم بعض .. و نعذر بعض اكتر .. و نعرف ان ربنا مخلقناش قضاه على البشر .. و لو ربنا عايز يخلقنا كلنا شبه بعض و غير مختلفين كان عمل كدة .. لكن شاء انه يخلقنا مختلفين علشان نتعرف على اختلافاتنا دى .. علشان نتحرم اختلافاتنا دى :)

No comments:

Post a Comment

أركن إلى المجاز الأقرب والأوضح، لضعف ما امتلك من حصيلة معرفية ولغوية وزخم شعوري تجاه العالم، فالوحدة هي الصحراء الواسعة، والظمأ الأرض ا...