Monday, October 13, 2014

8 نصائح كي تعيش شبه آمن في هذه البلد.

كل بلاد العالم لها كتالوج تعريفي عبارة عن بعض النصائح من أهل البلد لك كي تستطيع العيش بسهولة بها وتندمج مع أهلها هذه بعض النصائح التي قد تساعدك شبه أمن في هذه البقعة من بقاع الأرض التي يطلق عليها أهلها بلد الأمن والأمان، اتمنى أن تساعدك.

1- عليك أن تكون ذكرًا: 

أول خطوات النجاح في هذه البلد أن تولد ذكرًا، فهذا يمنحك بعض الأمتيازات التى قد تحرم منها كونك خُلقت انسانًا تنتمي إلي فصيلة الإناث. هذا ايضًا لن يمنحك الراحة الأبدية، ستواجه الكثير من الضغوط والمعارك الصغيرة والكبيرة وعليك التعامل معاها، لكن كل هذا لن يكون بقدر الضغط التي تتعرض له الأنثى، فالافضل لك أن تولَد ذكرًا.


2- عليك أن تكون أبيض اللون:

هذه البلد تنفي عن نفسها تهمة العنصرية دائمًا، نعم لن تعامل كما كان يُعامل السود في أمريكا في الخمسينات والستينات وما قبل ذلك، ولكنك قد يُجرح شعورك ببعض الكلمات التى قد يطلقها بعض المواطنون عليك فقط لأن لون جلدك مصبوغ بلون مختلف عن الأبيض أو القمحي، ستجد من يناديك بـ"يا زول، بكار، سمارة، محروق، فحم، كاوتش، الليلة السودة، مضلم، نهارك زي وشك" فلكي توفر على نفسك عناء هذه الكلمات عليك أن تولَد أبيض اللون.


3- عليك أن تكون متوسط الحجم:

الأفضل لك كي تعيش حياةً مريحة أن تكون متوسط الحجم، لا طويل ولا قصير، لا ثمين ولا نحيف، فقط متوسط الطول والحجم، لأن أيًا من الأحجام الأخرى يتعرض بشكل مباشر وغير مباشر إلى السخرية والاستهزاء بطريقة فجة يفترض أن تكون مضحكة، يستحسن ايضًا أن تكون ممن يمارسون الرياضات المختلفة، ويسحتسن ايضًا أن تكون هذه الرياضات عنيفة، هذا سيوفر لك قدرًا لا بأس به من الأمان، عليك أن تكون متوسط الحجم.


4- عليك أن تدين بدين الدولة:

عزيزي المواطن، كلنا سواء أمام القانون، وهذه البلد تفخر أنها وبالرغم من وجود عدد كبير من الديانات بها، ديانتان، إلا أننا في تاريخنا الحديث والقديم لم تحدث أي حروب طائفية، حتى قبل رحيل الديانة الثالثة، فنحن شعب عريق الحضارة ونعرف الأديان من قديم الأزل، ولكن بالرغم من ذلك ستجد بعض المتاعب كونك تتبع ديانة مختلفة عن ديانة الدولة الأساسية، ذلك أفضل جدًا، ولكن ايضًا كونك تنتمي إلي الدين الأساسي رقم واحد في الدولة لا يعفيك من المتاعب، فعليك الأخذ به كما هو، دون محاولة للتأويل أو التفكير، صدقني ذلك أفضل جدًا، عليك أن تدين بدين الدولة.


5- عليك أن تصادق بعد البلطجية:

لا تنزعج، نعم عليك مصادقة بعد البلطجية حتى يكون لديك ما تستطيع الأعتماد عليه في أوقات المعارك والسرقات العشوائية الممنهجة، فهذا البلطجي سيساعدك في أخذ حقك إذا ما واجهت شيًء من هذه الأشياء، عليك أن تصادق البلطجية.


6- عليك أن تصادق رجال الشرطة والقوات المسلحة:

في هذه البلد البشر طبقات، فأذا أردت أن تبقى في طبقتك بأمان دون المساس بك فعليك أن صديقًا لأحد رجال الشرطة أو القوات المسلحة، لا شيء يستطيع ايقافك إذا كنت صديقًا شخصية لأحدهم، لا الطوابير ولا موظفي الحكومة ولا اللجان الأمنية ولا أي شيء، صدقني الأشياء التى ذكرتها بالرغم من أنها تبدو غير مقلقة إلا أنها تشكل هاجسًا عند كل مواطن في هذه البلد، فالأفضل لك تجنبها، عليك أن تصادق رجال الشرطة والقوات المسلحة.


7- عليك ألا تكون غنيًا ولا فقيرًا:

الثراء والفقر، إذا أستُخدموا لنفس الأغراض، يصبحون وجهان لعملة واحدة، لكن الفارق أن الثراء ينجي صاحبة من بعض المهالك التى قد يتعرض لها الفقير، ولكن في النهاية الأثنان يُقتلون، يسرقون، يقتلون، يرتكبون الفواحش بسهولة وبمعدلات متوفرة، فأذا أردت أن تنجي نفسك من المتاعب عليك أن تكون من الطبقة المتوسطة العليا، تمتلك ما يزيد عن قوت يومك ويساعدك على شراء ما يزيد عن حاجتك، فتكون بذلك حجزت مكانًا لك في أفضل طبقات المجتمع، لهذا تذكر دائمًا، عليك ألا تكون غنيًا ولا فقيرًا.


8- عليك أن تكون اسفنجة:

هذه أخر نصائحي لك، عليك أن تكون اسفنجة حتى تمتص الصدمات ولا تنكسر ابدًا، فما ستراه في هذه البلد قد يفوق عقول كُتّاب أفلام الخيال العلمي والغير علمي، سترى أشياءًا لا يمكن أن تحدث في مكان في العالم إلا هذه البلد صانعة الحضارة والتاريخ، فأمتص الصدمات بهدوء ولا تنفعل ولا تنزعج ولا تفكر ولا تغضب، فقط عليك إمتصاص ما يأتيك من صدمات وتحويلها إلى شعور من اللامبالاه، عليك أن تكون اسفنجة.


هذه ما أسعفني عقلي على تذكرة من ربما مئات النصائح التي أردت توجيهها لك، ولكن أعلم أن هذه هي النصائح الأساسية والتى ستطابق إذا أردت أن تسأل ايًا من أهل هذه البلد عن نصائح، فأفعل بها، وأحفظها في درجة حرارة مناسبة وبعيدة عن متناول الأطفال، اتمنى أن تستمتع بالإقامة في هذه البلد، اتمنى ذلك حقًا.

Friday, October 3, 2014

وفينك؟

عزلة مؤقته، وحنين لأشياءٍ مضت وولت ولن تعود، سئمت الأشياء جميعها، التفاصيل، والبشر، وحتى الكلام، وما تبقى في الذاكرة، سئمت كل شيء، ما الذي يمكننا فعله إذا؟ لا شيء، فقط علينا الأنتظار حتى يتسنى للزمان أن يسمح، وللظروف أن تعطف، وللقلب أن يكون رحيمًا.

أقرر فجأة وبدون مقدمات أن أستمع إلى أغنية شجر الليمون، تبدأ الأغنية بتساءل عن الوقت "كام عام ومواسم عدوا؟" أدرك بعض الأشياء متأخرًا، وأفقد الأحساس تمامًا بالوقت، تتراكم علينا الهزائم المتتالية، هزائم بلا معارك ولا صراعات مع أي شيء، مجرد هزائم متواجدة بفعل عقارب الساعة، فالجلوس دون فعل أي شيء والوقت يمر يعتبر هزيمة، تعود بعدها لتسأل عمّا جرى، وعن الوقت الذي مر، وهل ستستطع اللحاق برِكابه.

"وفينك؟" وهو السؤال الأصعب، عن أي شيء نسأل؟ في الواقع الكثير من الأشياء، ولكن تحديدًا لا نعرف عن أي شيء نسأل، عن الغائب الحاضر الذي لا يحرك ساكنًا في وجودنا كما لو كنّا يومًا سراب، عن الحلم الذي كان ولا نعرف له طريقًا، عن البدايات التي لم تكتمل، عن من سيأتي ليعطي لكل شيء في الحياة معنى، لا يهم عن أي شيء نسأل، الأيام تمر وتنقضي، نعبر فوق الأحزان كما نعبر فوق الأفراح، ولا شيء يبقى.

"وفينك؟" هذه المرّة نسأل بشكل أكثر تحديدًا، نسأل عن الحبيب بشكلِ مباشر، الحبيب الذي رحل فجأة دون أن يترك وراءه أثرًا نقتفيه، وبالرغم من ذلك لم نحاول أن تبحث له على أثر، فقط انتظرنا،
 فضلنا الأنتظار لأننا سئمنا البحث، وساءت الأحوال أكثر، فأصبحنا بدونه في حيرةٍ من أمرنا، لا نعرف إن كنا عقلاء أم مجانين، لكن ما نعرفه حقًا أن الدنيا رحايا، وقلوبنا أحبت الحب، ولكننا مازلنا نسأل، ومازلنا ننتظر.

في الأنتظار، يسرقنا الوقت، فلا نستطع حماية الأيام منه، تمر الأيام أمامنا، سئمنا الأنتظار كما سئمنا البحث، لا شيء يجدي نفعًا، والشغف في كل شيء يقل أكثر فأكثر، ويختفى الضيّ من العيون، لكننا مازال بداخلنا إيمانًا أنك ستأتي يومًا ما، لهذا سنبقى، وسنظل ننادي، فهل ستسمعنا؟ .. وفينك؟

                                 
                                            

أركن إلى المجاز الأقرب والأوضح، لضعف ما امتلك من حصيلة معرفية ولغوية وزخم شعوري تجاه العالم، فالوحدة هي الصحراء الواسعة، والظمأ الأرض ا...