Tuesday, September 17, 2013

اللوح المحفوظ #2

هو احنا فعلًا ممكن نحب حاجة من غير ما نشوفها؟


و احنا صغيرين مثلًا كنا بنتفرج على توم و جيرى او كابتن ماجد او غيره، و كلنا حبينا الكارتونات دى، طيب لو فى مرة كدة بالصدفة شُفت راجل على التلفيزيون و عرفت ان هو دة اللى عمل توم و جيرى .. هتحبوا ولا لا؟ :)

لو فى طفل مثلًا مشافش جده قبل كدة، و فضل ابوه يحكيله عن جده انه راجل طيب و بيحب الناس و بيعطف علي الغلابه و المساكين و بيعامل الناس معامله كويسه، هل الطفل دة هيتعلق بجده من غير ما يشوفه ولا لا؟

لو انت جيت اشتريت كلب لطفل مثلًا هدية، و الطفل حب الكلب دة و اتعلق بيه، حتى لو انت بعدت عنه فترة، كل لما تيجى قدامه تانى هيفتكرك بالخير، هيكون خلاص اتعلق بيك لمجرد ان انت الشخص اللى جابله الكلب -او الشئ- اللى هو حبه!

طيب بقى لو عرف ان كل الحاجات الجميلة اللى جاتله فى حياته دى كانت من الله؟ جده اللى هو بيحبه من غير ما يشوفه، الحيوان الاليف اللى بيلعب معاه، ابوه، امه، حتى الفواكه اللى معمول منها الايس كريم ربنا هو السبب فيها .. فيتعلق بربنا و يحبه مع ان عمره ما شافه!


اة ممكن تحب حاجة انت مش شايفها، طول ما الحاجة دى بتفكرك بذكرى حلوة فى حياتك، يعنى انت لو جربت تحب مخلوقات الله فى الارض، ممكن فعلًا تحب الله من غير ما تشوفه، و يجى حب الخالق من حب المخلوق، المخلوق دة بقى ممكن يكون نعمة ربنا ادهالك، شخص ربنا خلقه لأسعادك، حيوان، نبات، اى شئ بتحس معاه بالفرحة لو عرفت ان اصله فى النهاية لله هتحبه :)

"إن العقل وحده ليس دليلًا كافيًا على معرفة و حب الله" كلام كنت قرأته قبل كدة و مصدقتوش، لحد ما قرأت اكتر و عرفت ان فعلًا العقل وحده و الادلة المنطقية على وجود الله مش كفاية انى احبه!

معرفة ان وجود نِعم و اشخاص فى حياتك دى بتحبهم دى اول خطوات حب الله :)

و على فكرة اسم من اسماء الله "الودود" يعنى المحب المحبوب من كل الاشخاص، و الود دة اعلى درجات المحبه، فما بالك بالمحبه الالهية!

انا عارف ان الكلام شوية كارِف على اسامة منير بس دى حاجة انا جربتها بنفسى، جربوها انتوا كمان مش هتخسروا حاجة!

ركز فى النِعم اكتر ما تركز فى النِقم، ركز فى الناس اللى بيحبوك اكتر من الناس اللى بيكرهوك، غير نظرتك للناس .. الله ثابت لا يتغير و لكن كل واحد بيشوفوا على حسب ما بيشوف نفسه و النواقص اللى فيها، الله ثابت و لكن النظرات مُتغيره.

{رَبَّنَا وَسِعْتَ كُـلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَاتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}

No comments:

Post a Comment

أركن إلى المجاز الأقرب والأوضح، لضعف ما امتلك من حصيلة معرفية ولغوية وزخم شعوري تجاه العالم، فالوحدة هي الصحراء الواسعة، والظمأ الأرض ا...