Friday, March 24, 2017



أركن إلى المجاز الأقرب والأوضح، لضعف ما امتلك من حصيلة معرفية ولغوية وزخم شعوري تجاه العالم، فالوحدة هي الصحراء الواسعة، والظمأ الأرض البور المُتشققة، والفتاة فراشة صغيرة، والحب وردة إن لم تروها ذبُلت، والحزن ظُلُمات وصوت ناي حزين، والفرحة مشاعر طفلٌ صغير، والألم جرح بداخل النفس، والأصدقاء وتد يشد أحبال الخيمة، "عزوتي وأهلي وناس"، والذكريات ممرات مفتوحة، والشجاعة سَبع والجُبن ضبع، والليل سكون والنهار معاش، وكلٌ في فلك. لا يتعدى المجاز كونه ضعفًا في استخدام لغة قوية واصفة، لا بمعناه الواضح عن رسم تصوّر بليغ لتقريب صورة من صور الخيال المكتوم داخل أعماق النفس، وكلما اقتربت أكثر من الصورة المثالية للبشر في محيطتك، كلما تخليت عن محاولة التحرر من قيد المجازات المستهلكة، وركنت أكثر فأكثر إلى الجُمل المُعلّبة التي تتشابه في استخدامها مع مضغ علكة ممضوغة مسبقًا ومُهترئة تمامًا.

No comments:

Post a Comment

أركن إلى المجاز الأقرب والأوضح، لضعف ما امتلك من حصيلة معرفية ولغوية وزخم شعوري تجاه العالم، فالوحدة هي الصحراء الواسعة، والظمأ الأرض ا...