Wednesday, December 11, 2013

عاصفة نفسيّة

(1)

بيقولّك اية بقى؟ انه الانسان "الطبيعى" بيفكّر 4 مرات أكتر ما يتكلّم، و بيحاول يفكر فى كل كلمة بيقولها .. و دة معناه -مما لا يدع مجالًا للشك- ان احنا تقريبًا كلنا مش طبيعيّن!

المشكلة ان انت -و دة غصب عنّك- ساعات بتتعامل مع الناس على حسب حالتك انت النفسية و مابتفكّرش فى الكلام اللى بتقوله، فبيطلع منك كلام انت شايفه مجرد حروف لازقه فى بعض، بس بالنسبة لهم بيكون اقوى من ان انت ترفع ايدك و تنزل على وشهم بضربات متتاليه من غير ما توقّف لحظة!

(2)

تتعجب اكتر لما تلاقى نفسك بتتعامل بالشكل دة مع الناس القريبين منك فى حين انك بتعامل البعيد عنك بشكل افضل بكتير بحجّة انه القريب دة هيتفهّم اللى انت بتعمله اما البعيد فمالوش ذنب .. فتلاقى نفسك غصب عنك بتبعد عنك القريب دة و البعيد برضه بيفضل بعيد!
فى النهاية مبيكونش عندك حل غير انك تحاول توازِن الامور بشكل يسمح ليك انك لا تخسر القريب ولا البعيد.

(3)

تعامُل الشخص مننا مع نفسه اصبح صعب فى بلد كل شئ فيها يدعوا للآكتئاب بدون اى مُقدمات.

امّا تعامُل البشر مع بعض، اللى عرفته خلال الفترة اللى فاتت انه ربنا انزل البشر جميعًا علشان يكونوا عون لبعض، نقّص من كل واحد فينا حاجة علشان يجى التانى يكملها .. لكن تقرّب من الصورة اكتر تلاقى الناس بتتعامل مع بعض بأقذر الطرق الممكنه و لو عندى ليك حتى كلمة حلوة ممكن استنى لحد ما تموت علشان اقولها فى جنازتك بس، انما طول ما انت عايش مش مهم اديك موجود .. عادى!

(4)

اتعلمت برضه من فترة ليست بالبعيدة انه تعامل الناس معاك عمره ما هيكون بنفس قدر تعامُلك معاهم، يعنى مثلًا لو عاملت كل الناس بأحترام لا يُمكن تلاقى كل الناس تعاملك بأحترام لمجرد انك مُحترم معاهم.

المشكلة انك تلاقى بعد كل دة شخص يظهر عليه انه اكثر منك حكمًة يوطى على ودنك و يقولّك جُملة المفروض انها تشرح صدرك و تُزيح ما فى قلبك من هموم "كله عند ربنا" فتلاقى نفسك ترد غصب عنك "يعنى كل اللى بنعمله مع الناس بيتحوّل لحسنات ادخل بيها الجنّة؟ طيب و الدنيا؟ ملعونه بكل ما فيها؟!"

(5)

ساعات تحس بالوِحدة بالرغم من انك حواليك ناس كتير، تبص على كل واحد فيهم تلاقى ليه مُهمة مُحددة فى حياتك لكن فى لحظة من اللحظات بتحس ان مفيش ولا واحد فيهم ينفع يشيل عنك حِملك فى الوقت دة، فتحس انك لوحدك .. الدنيا زحمة حواليك بس البراح واسع بشكل كبير.

أنت عارِف لو اختفيت؟ يوم .. يومين .. عشرة، محدش تقريبًا هيسأل عليك غير بس بكلمة "هو راح فين؟" لما يفتكر عدم وجودك لشئ هو احتاجك فيه مش لأنك مهم فى الحياة، هى يمكن نظرة دُنيا و جاية من أكتر الاشخاص تشاؤمًا فى الوقت دة الا انها تستحق انك تفكر فيها بشكل جيّد.

(6)

عامًة هروبك من الواقِع مش حل، ولا دخولك فيه حل، حاول تختلس بعض الاوقات بعيدًا عن الواقِع بس متنساش فى نفس الوقت انك جزء من الواقِع دة.

حاجة كمان .. حاول متبيّنش ضعفك لأى شخص، صدقنى فى يوم من الايام هيستغلّه اسوء استغلال حتى لو كان مين، لشئ ما فى نفسه هيستغل ضعفك لصالحه و ساعاتها مش هتقد تلوم الا نفسك على انك اديته شئ يضغك بيه عليك.

No comments:

Post a Comment

أركن إلى المجاز الأقرب والأوضح، لضعف ما امتلك من حصيلة معرفية ولغوية وزخم شعوري تجاه العالم، فالوحدة هي الصحراء الواسعة، والظمأ الأرض ا...