Tuesday, March 4, 2014

لك انت ايها الغريب.

من منّا لم يشعر بالغربة؟ لم يشعر انه غريبًا وسط مجموعة من البشر لا يعرف عنهم ما يعرفونه عنه، هو لا يمل الكلام، و هم يبتسمون و يتهامسون فى ما بينهم، فيشعر انهم لا يريدونه ان يكون بينهم فى هذه اللحظة، فيشعر انه غريب، لا يتربطه بهم اى صله سوى صداقة مزعومه.

و قد تشعر احيانًا انك غريبًا وسط من تعرفهم جيدًا، تتحدث بما فى قلبك، و يحاول عقلك الترجمة لكنه لا يستطيع، فتخرج الكلمات مبهمه كما المشاعر فى قلبك، فلا يفهمون ما تريد قوله، فينقطع الاتصال فجأة فلا تجد فى نفسك الا ان تبتسم لهم و تصمت.

لم تجيد لعب دور المحقق الذى ينظر فى امور الناس اكثر من اموره الخاصه، لم تجيد لعب دور الناسك الذى لا يهتم بما يفعله البشر من حوله، فكلما قررت الّا تهتم تجد نفسك دون ان تدرى تسأل على احوالهم، فتهتم تاره و تارهً تبتعد.

لم تعد تأنس مصاحبة البعض ممن آنست مصاحبتهم من قبل و قد كنت تجد متعة خاصة فى مصاحبتهم، و البعض الآخر اصبحت تتشوق للقائهم بعدما كنت تبغض مجرد وجودهم حولك.

تتجلى امامك حكمة "دوام الحال من المحال" أكثر فأكثر، فلا شئ يبقى على حاله سواء اقتربت منه او ابتعدت، فالمسافات لا تؤثر على بقاء الحال، و كذلك الاوقات، فالزمن لا يلتفت إلى من يتأخر، ولا ياتى بالدنيا إلى من يتقدم، فلكل شئ ميعادًا موقوتًا.

لم تعد بحاجة إلى احد يقول لك ان الشمس سوف تسطع من جديد، و ان الفجر قادم لا محاله، و الليل ليس كئيبًا كما تظن، و انه له آخر كأى شئ اخر فى هذه الدنيا، فأصبر على ما هو آتْ ولا تفكر كثيرًا فى ما فات.

No comments:

Post a Comment

أركن إلى المجاز الأقرب والأوضح، لضعف ما امتلك من حصيلة معرفية ولغوية وزخم شعوري تجاه العالم، فالوحدة هي الصحراء الواسعة، والظمأ الأرض ا...