Wednesday, March 26, 2014

أسير على الصراط وحدى.

الحذر،  حساب كل خطوة تخطوها، خطوة قد توصلك إلى الجنّة و اخرى قد ترمى بك إلى اقصى قاع النار.

تسير وحدك مُكبّل القدمين، محمّلًا بكل ما فعلته من اعمال، هل حقًا اذنبت فى هذا؟ هل حقًا اخطأت فى ذاك؟ لا، لم اكن اقصد، او كنت، لا اتذكر، لا استطيع ان استرجع شريط ذكرياتى مرّة اخرى، لا عودة للوراء، فقط يجب عليك ان تتقدم.

اسير وحدى على الصراط، انظر إلى الوراء فأرى ان هناك من ينتظر ان يعبر مثلى على الصراطى، و لكنه صراطى، و لكل منّا صراطه، فكيف يريدون العبور من هنا، هذا المكان مُخصصٌ لى.

اراقب حركات من يقفون فى بداية الصراط، مترقبين، يحاول احدهم العبور ورائى، فأحاول ان اسُرع الخطوات، فيهتز الصراط، فنتوقف كلانا، و نبدأ بالتحرك ببطئ، لم نتمهل و لم نُفكر الا عندما شعرنا بالخطر سويًا.

انظر خلفى مرّة اخرى، ارى ان من كان يحاول العبور ورائى قد توقف فجأة، اراه قد غير وجهته، يحاول العودة مرّة اخرى إلى البداية، و لكن على الصراط لا يوجد مكان للبدء من جديد، يجب ان تحاول الوصول للنهاية، و دخول الجنّة، او الوقوع فى النار.

لا شئ حولك يدلّك على الطريق، فقط عليك الاعتماد على ما قد ترى بنظرك شديد الضعف فى لحظات كثيره، و على خطواتك الهادئه، احاول ان اكمل الطريق و ان لا افعل مثل ما فعل من كان ورائى، خطوة وراء خطوة ارى الجنة اقرب، و كلما اقتربت الجنة، كلما ثقلت خطاى، كلما كان الوصول اصعب.

الفاصل خطوتان، لم اجد اصعب منهما، تشجع، اكمل الطريق، لا احد يتوقف فى هذه اللحظه، اما ان تُكمل او تسقط، لا يوجد خيارات امامك، عندما تكون المسافة بينك و بين الجنة قريبه، فلن تستطع الا ان تفكر فى النار، كلنا نفكر فى ما نخاف اكثر ما نفكر فى ما نرغب.

احاول تحديد وجهتى، تتثاقل خطاى اكثر فى اكثر، و اصر على المُضى اكثر، فلا يوجد امامى الا ان اكمل، فهناك من ينظر ان يعبر على نفس الطريق، يقتله الانتظار اكتر من قبول الامتحان، اتمنى له النجاح و امضى فى طريقى.

No comments:

Post a Comment

أركن إلى المجاز الأقرب والأوضح، لضعف ما امتلك من حصيلة معرفية ولغوية وزخم شعوري تجاه العالم، فالوحدة هي الصحراء الواسعة، والظمأ الأرض ا...