Monday, March 10, 2014

لا يكاد يبين

أحب انبياء الله لقلبى هو سيدنا موسى، بعيدًا عن معجزات شق البحر و العليقة المشتعلة، الا ان سيدنا موسى كانت معاناته ذاتيه.

سيدنا موسى كان عنده مشكله فى النطق، و مع ذلك لما ربنا امره انه يذهب لفرعون، لم يقل انه عنده مشكله و مش هينفع بل دعا الله انه يشرحه صدره لأنه يضيق صدره ولا ينطلق لسانه.

مشكلة النطق دى استغلها بكل حقارة فرعون لما راح سيدنا موسى يكلمه قال "أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ" و مهين معناها انه معندوش لا ملك ولا سلطان بالمعنى الدارج حقير، و لا يكاد يبين يعنى مابيعرفش حتى يتكلم.

بحس بالتعاطف الشديد معاه، انه حتى لو مش عارف يتكلم فهو جاى بيكلمك و يحاول ينقذك من الهلاك اللى هتشوفه، و لكن كبرك و عنادك ادى بيك لأنك تسخر منه اكتر "قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ .. " و بعدين لحقها ب"إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ".

سيدنا موسى يشبه كثير مننا، معاناته شخصيه، كان خايف انه ميعرفش يتكلم فيسخروا منه، فدعى الله فأستجاب له، و لكن فى المناظرة مع فرعون سخر منه علشان يحاول يقلل من قدره أمام الحاضرين بكل حقاره.

فى النهاية اللى وصفه فرعون بأنه "ولا يكاد يبين" اصبح من اولو العزم من الرُسل و اتبعه ملايين و فرعون غرق فى البحر، و اصبح ممن يضرب بهم المثل فى التسلّط و الظلم.

No comments:

Post a Comment

أركن إلى المجاز الأقرب والأوضح، لضعف ما امتلك من حصيلة معرفية ولغوية وزخم شعوري تجاه العالم، فالوحدة هي الصحراء الواسعة، والظمأ الأرض ا...