Sunday, March 16, 2014

انقطاع.

كم تمنّيت ان تختفى كل سبل التواصل بين البشر و لو لمدة يومٍ واحد فقط، ولا اقصد طرق التواصل الحديثه، اقصد طرق التواصل القديمة، حواس البشر، السمع و البصر و النطق.

تمنيت ان اسير يومًا فى الطريق و قد اختفت حواس البشر الا من النظر، اراهم جميعًا ينظرون الى بعضهم البعض و لا يستطيعون الكلام، فقط تظهر عليهم و لأول مرّة منذ زمن بعيد التعبيرات الوجهية التى مسختها هذه الوجوه الصفراء الموجودة فى مواقع التواصل الاجتماعى.

فليحاولوا الان الشكوى، او التعبير عن الضجر، او التكلّم فى حق بعضهم البعض، او الخوض فى لغوٍ عن الاعراض، و الخوض فى مالا يعنى احدًا منهم، فليحاولوا اللجوء الى اجهزتهم الباليه التى لا تستطيع نفعهم، فيفقهون إلى انه لا يوجد حل الا التعامل مع الوضع الحالى بالتعبير عن الحالة فقط بالاشارة.

منهم من سيقضى يومه عابسًا، متجهم الوجه، و قد خسر. و منهم من سوف يتعلّم الحكمة من الاطفال، لا شئ يمكن ان يقاوم عدم استطاعتك التحدث عمّا تشعر به غير الابتسامة، و هؤلاء من فازوا فى النهاية.

No comments:

Post a Comment

أركن إلى المجاز الأقرب والأوضح، لضعف ما امتلك من حصيلة معرفية ولغوية وزخم شعوري تجاه العالم، فالوحدة هي الصحراء الواسعة، والظمأ الأرض ا...