Friday, August 22, 2014

رحلة البحث عن كابتن مصر.

  



(1)

قررنا الدخول إلى فيرجين ميجا ستور بعد يومٍ طويل من السير فى جميع أدوار المول، حتى أدوار السنيما التى لم ندخلها، عادةً ندخل إلى فيرجين كي نعبث بالأجهزه المتاحه للتجربه، ومشاهدة الشاشات العملاقه  ذوات النقاء العالى والدِقّه الفائقه، تستطيع أن تري أدق التفاصيل عن بُعد، ولما لا فمن يستطيع دفع مبلغ ربع مليون جنيه فى شاشه يستطيع رؤية أي شيء إذا أراد.

لأول مره، قررنا التوقّف عند الرفوف التى تحمل أشياءًا ورقيه لا تمت إلى التكنولوجيا التى تملئ المكان بشيء وتسمى الكُتب، لم نلتفت إلى رف الروايات، ولا الكُتب الحديثه، ولا الأعلى مبيعًا، هناك رف للكُتب الساخره وهذا ما نحتاجه حاليًا، أول مكرر؟ عمّا يتحدث هذا الكتاب، يقال أن أسم الكاتب "هيثم دبور" وهو أسم شخصية أحمد مكى فى مسلسل تامر وشوقيه، إذًا هو صاحب الشخصيه الأصلى، وهو مؤلف ايضًا، لنرى ماذا يقول، يتحدث عن الجُمل المكتوبه على أبواب وحوائط الحمامات، انه مضحك حقًا، فقرر أحد أصدقائى شراء الكتاب.

أتحرّك يمينًا ويسارًا كأننى اراقب حركة الكُتب واتأكد انها فى أماكنها الصحيحه، تقع عينى على كتابٍ آخر "كلام أبيح جدًا" ابتسمت ابتسامه خبيثه، هذا ما احتاجه بالضبط، قررت فتح الكتاب، اتنقل بين صفحاته "فين يا عم الكلام الأبيح اللى بتقول عليه؟"، انه يكذب، فهذا الكتاب لا يحتوى على أى كلام أبيح، لمحت وأنا أضع هذا الكتاب كتابًا يحمل صورة رجل ميلودى وبطاقه شخصيه، من عمر طاهر هذا ومن كابتن مصر؟ قررت أن افتحه لأعرف من هو كابتن مصر، لكن كان قد حان وقت الرحيل، فرحلنا وتركته دون أن أعرف من هو كابتن مصر.

(2)

أشعر بالضجر، اتنقل بين القنوات علّني أجد ما قد يزيح عنّي هذا الضجر، انتظر، من هذا المذيع الذي يشبه رأس البطاطس؟ ضحكت كثيرًا، كيف لمذيع أن يكون بهذا الشكل؟ يرتدى النظارات واقرع؟ مذيع أقرع؟ ألم يكن عمرو أديب كافيًا حتى يأتوا لنا بآخر من نفس نوع الدماغ؟ والبرنامج اسمه (مصرى أصلى) لا ما هو واضح.

اقرأ على التترات، إعداد وتقديم عمر طاهر، من عمر طاهر؟ لا اتذكر أحدًا بهذا الأسم، لابد أنه مذيعًا جديدًا، "هى المشرحه ناقصه؟" لماذا لم يأتوا بشخصًا آخر مقبولًا على الأقل لكي يكون مذيعًا، لماذا لا يتعلمون من تامر آمين مقدم برنامج البيت بيتك؟ لابد وأن له واسطه فى الأذاعه والتلفزيون، اللى له ضهر يا عم عمر .. وعجبى.

(3)

بدأت القراءه، أحببت أن اتعرف أكثر على ما تحتويه هذه الكتب، انزل إلى السور لأول مره بصحبة صديق، كنت قد سمعت عن أسم باولو كويلو وروايته ذائعة الصيت "الخيميائى"، اقلّب بعينى فى الرفوف، ما هذا الكتاب؟ الكلاب لا تأكل الشيكولاته؟ طبعًا مش كفايه اللحمه؟ أهذا حقًا كتابًا نزل إلى الأسواق بهذا الأسم؟ لهذا السبب الناس لا يقرأون.

تجاهلته وأشتريت بعض الكتب، قررت أن اتصفح موقع جوود ريدز وأعرف أكثر عن الكُتب التى أشتريتها، تقع عينى على أسم كتاب، تانى؟ الكلاب لا تأكل الشيكولاته تانى؟ لماذا يطاردنى هذا الكتاب؟ أنا لا أريد أن أعرف لماذا لا تأكل الكلاب الشيكولاته، ولكننى إذا أردت أن أكون مثقفًا يجب أن أعرف كل شئ، لا ضرر من أن أخذ فكره عن الكتاب، أسم الكاتب عُمر طاهر، أهلا وسهلًا، هناك شخص كتب أن الكتاب رائع، وآخر كتب أن الكتاب هو أفضل ما كتبت، وآخر كتب انه أسوء كتاب قرأه فى حياته، لكن من الواضح أن معظم الناس أعجبهم الكتاب، قررت قراءته والحكم عليه بنفسى، لنرى يا عم عمر كتاباتك.

(4)

يقول عمر طاهر على لسان صاحبه برما: "
الجمال لا يكمن فى الأشياء يا صديقى، ولكن يكمن فى المتلقى، ووجود القبح يدربك على البحث عن الجمال، لأن الله جميل فهو يحب الجمال، لو كانت الجملة "الله يحب الجمال" فقط لكان هذا يعنى أن فى خلقه ما هو جميل وما هو قبيح، وبالتالى فهو يحب الجمال ولا يحب ما دونه، لكن الله جميل فهو يرى الجمال فى كل شئ حتى ما تعجز أنت عن رؤيته، لأنك لست جميلاً بالقدر الكافى"

ويقول ايضًا "
المبالغة فى الكراهية عندنا تقود البعض إلى الوقوف فى الجهة المقابلة .. دون أن ينظر احد اسفل قدميه ليرى اين يقف" ثم يُكمِل "راجع اختياراتك في الحياه لتعرف انك علي باب الله زي حالاتنا، وانك لا تمتلك كتالوج الاختيارات النموذجيه وليست لديك نسخه من الاجابات النهائيه لكي تحكم من خلالها علي اختيارات الاخرين"

وأخيرًا يقول "
مع كل خطوة في عمق الحياة يعيد الإنسان اكتشاف نفسه، وأهم اللحظات في حياة الواحد مرتبظة باكتشاف كم تغيرت علاقته بالأشياء الثابتة من حوله، مع كل محطة جديدة تعرف عن نفسك ما لم تكن تعرفه من قبل وبمرور الوقت تكتمل الصورة ."


(5)

حاليًا، قرأت معظم ما كتب عمر طاهر، قديمًا وحديثًا، ماعدى دواوين الشعر الذى لا افهمه، لكن هذا الرجل يقول كلامًا ينفذ إلى القلب دون رقيب، اتابع مقالاته فأرى فيهم ما لا أراه حولي، رجل يعرفنا جيدًا، يتحدث عنّا جميعًا، يعرف نقاط ضعفنا ونقاط قوتنا، بعض اللحظات تشعر أن عمر طاهر قد كُشف عنه الحجاب، يرى ما لا نراه فى أشياءٍ بسيطه قد لا نعتبر وجودها من الأساس، لكن عمر طاهر يراها.

قالوا قديمًا "ما محبه إلا بعد عداوه" وأنا أقول ما محبه إلا بعد قراءه يا عم عمر، وكما قال عمنا نجيب محفوظ "ما أعرَف أولاد حارتنا بالحكايات، فما لهم لا يقرأون (يستمعون) إلى عمر طاهر؟".

2 comments:

  1. على فكرة هيثم دبور ده مؤلف ملوش علاقة بالشخصية وبيتكلم في كتاب من كتبه عن مشكلة تشابه الأسماء بينه وبين الشخصية دي في فيلم إتش دبور :)

    وبالنسبة لـ عمر طاهر .. فـ كان فايتك كتير، أوي يعني.

    ReplyDelete
    Replies
    1. أنا فعلًا كنت فاكر كده فى الأول إنه صاحب الشخصيه، ولما قرأت الكتاب من حوالي سنتين عرفت إنه تشابه أسماء بس حكاية تشابه الأسماء دى كانت ساعتها تربه خصبه للاشاعات يعنى :D

      وفعلًا كان فايتنى كتير، بس عوضتها كلها الحمدلله :)

      Delete

أركن إلى المجاز الأقرب والأوضح، لضعف ما امتلك من حصيلة معرفية ولغوية وزخم شعوري تجاه العالم، فالوحدة هي الصحراء الواسعة، والظمأ الأرض ا...