Thursday, July 3, 2014

ملوك الصدى

اراهم من بعيد، احاول الاقتراب، اتحرك على مقربًة منهم، اسمعهم يتهامسون للحظات ثم يصيحون بما يفكرون به، اعرف عنهم اشياءًا كثيره تقريبًا، ولا يعرفون عنى شئ، اسكن إلى احدهم لأستمع إلى ما يقول، اجد فى كلامه الحكمة التى ابحث عنها، اقرر متابعته، غير انه وبشكل مفاجئ يحيد عن مساره، ويبدأ الحديث عن ما يشغل نفسه من مشكلات، فأجد اننى اشاركه بعضها، فأبتعد، وابحث عن غيره.

اجد من يعلو صوته أكثر فأكثر، اسكن إليه، اعجب بما يقول، وبعد لحظات، يبدأ الحديث عن احلامه التى لم يصل إليها، ولا يرى بُدًا من البحث عنها مرًّة اخرى، اقول فى نفسى "لماذا يحزن هذا الذى يمتلك موهبًة يتمناها غيره من الناس؟" وافكر، لو اننى امتلك نفس موهبته تلك لملكت الدنيا وما عليها بين يدى، ولكنه وللأسف يركلها بعيدًا عنه.

جميعهم يتشابهون ام انا الذى يختلف؟ لا، فنحن جميعًا متشابهون، اتذكر مرحلة من مراحل حياتى كنت مثلهم، وربما اتحدث اكثر عما بداخل مما هم عليه، وهى مرحلة شديدة التفاهه، ولكننى مؤمن ان بدونها لن تستقيم حياتى، بعد خروجك من حالتك تلك ترى نفسك تافهًا، وترى ان ما كنت تراه ضخمًا ما هو الا فُتات لشئ ما غير مكتمل، فتضحك على كم السذاجة، وتنتظر مرحلتك الساذجه القادمه.

استمع إلى ما يقولونه من جديد، يحاولون الخروج بصعوبه، يحاولون تحويل الموقِف إلى هجرًا جميلًا إلى شئ شديد العذوبه، شديد البهجه، بعيدًا عن النسق الحالى، ولكن النهاية دائمًا موجعه، الفراق موجع، الفراق صعب، كما قال نجيب محفوظ على لسان احد ابطال رواياته "جميع المخلوقات تبكى من ألم الفراق".

No comments:

Post a Comment

أركن إلى المجاز الأقرب والأوضح، لضعف ما امتلك من حصيلة معرفية ولغوية وزخم شعوري تجاه العالم، فالوحدة هي الصحراء الواسعة، والظمأ الأرض ا...