Saturday, July 19, 2014

دواير.

ثمة شئ يحيرنى عندما احاول فهم حقيقة العلاقة بين البشر فى مصر وبعضهم البعض، اعتقد ان هناك اتفاق مبرم دون عقود بين البشر على تحويل كل شئ فى حياتهم إلى دائره، لا توجد خطوط مستقيمه فى حياتك، لا توجد بدايات واضحه ولا نهايات تستطيع ان تصل إليها، فقط دوائر مغلقه.

تستطيع ان ترى ذلك بوضوح عندما تقيس ما اقوله على اى شئ يختبره المصريين، من الدين إلى السياسه إلى الحب، كل شئ يدور فى دائره مغلقه، لا شئ باقى، لا شئ ينتهى، فقط تدور حول نفسِك كحيوانٍ يركض خلف ذيله، كمن اراد ان يمسك بظله، لا يصل، لا شئ.

هل فكرت يومًا متى كانت بداية علاقتك بأى شئ؟ فقط تجد نفسك فى علاقه معه وانت لا تعرف كيف بدأت، ففى الدوائر لا توجد بدايات محدده، فقط نقطه يمكن ان تكون فى اى مكان، فاذا اكتملت الدائره لن تعرف اى ذهبت نقطة البدايه، ففى الدوائر لا تستطيع ترك اثرًا ما لأى شئ، لا تستطيع الوصول لنقطةً ما، اما فى الخط المستقيم، فالبدايه واضحه، والنهايه اوضح.

تخيل شخصًا جاء وقال لك انه لا توجد نهايه، فقط سوف تتكرر الايام تِباعًا، لن يوجد تقدم، لن يوجد جديد، فقط التكرار، هل ستكون سعيدًا حينها؟ هل ستوافق على تكرار ما يحدث لك تقريبًا كل يوم؟ هذا ما يحدث هنا، التكرار وحده ما يسيطر على كل شئ، لن تتمكن من العيش كما تريد الا اذا صادفتك لحظه من لحظات الجنون، وقطعت جزءًا من الدائره، لتتمكن من صنع خطٍ مستقيمٍ خاص بِك، حينها فقط سيأتى التقدم.

No comments:

Post a Comment

أركن إلى المجاز الأقرب والأوضح، لضعف ما امتلك من حصيلة معرفية ولغوية وزخم شعوري تجاه العالم، فالوحدة هي الصحراء الواسعة، والظمأ الأرض ا...