Friday, April 18, 2014

حقيقة منسيّه و وهم حقيقى.

لأبد و انك سألت نفسك ولو مرّةً واحدة، ماذا افعل فى هذه الحياة؟ لماذا احياء؟ و ما الهدف؟ جميعنا تسألنا و فى بعض الاوقات لم نجد اجاباتًا ترد على هذه الاسئلة، ما الموت؟ و هل هو حقًا نهاية الحياة؟ ام بداية حياة اخرى؟

عندما تبحث فى هذا الامر يُخيّل لك ان الموت عملاقٌ يركض وراء كائنًا ضئيلًا مذعورًا يهرب من العملاق عسى الا يطاله فى النهاية، و لكن لكل شئ نهاية، او ان الموت نسيمٌ عليل جاء يخلصك من حرارة الصيف القاسية، و يحمل عنك اعباء الحياة الثقيله، هذا على حسب المنظور الذى تُطل منه على الحياة.

عندما كنت صغيرًا، كنت ارى امى تبكى كثيرًا عندما تسمع خبرًا عن موت احدهم فى احداث عنف سواء فى العراق او فلسطين او لبنان، و لم اكن اعرف لماذا تبكى، هؤلاء البشر لا نعرف عنهم شئ، الاولى ان تبكى عليهم عائلاتهم، لم افهم يومًا ماهيه الموت، و لماذا يبكى البشر عن موت احدهم، اليس هذا ما سيحدث لنا فى النهاية؟ اليست هذه بداية أخرى لحياة اخرى افضل؟

ان الموت هو الحقيقة الوحيدة الموجودة على هذه الارض، و لكن الناس يهابونها، فيهربون من الحديث عنها، و يرتجفون عند سماع خبرًا يحمل هذا اللفظ، و يستبدلونها بأوهامٍ قد تبدوا فى بعض الاحيان سعيدة، و البعض الاخر حزينه، مثل الحب، فاذا سألت احدهم ما هو الحب؟ اجابك اجابًة مختلفه عن غيره، و ستجد منهم من يقول لك ان الحب شئ سعيد، و آخر سيقول ان الحب شئ حزين ضار بالصحة، لكنك لن تعرف ان كان وهمًا حقًا ام حقيقة.

فالحب امرًا فطريًا، تولد فتجد عناية من ابويك، فتحبهما، دون ان تعرف تعريفًا للحب، تجد نفسك تريد ان تسعدهم فقط، تجد الراحة و انت بجانبهم، تشعر بألامان و الدفء، و هذه ماهيه الحب كما فطرنا عليه.

نحن نعانى من فقر فى المشاعر، فتجد انك لا تستطع ان تعبّر عن حبك حتى لأقرب الناس اليك، كلمة "احبك" لأبويك او اخوتك او حتى اصدقائك اصبحت صعبة النطق، و هذا اضاف صعوبة على حياتنا جميعًا، فأصبح الحب وهمًا، يتحدث عنه الجميع كطيف لا يرى، و لكن يجزم معظمهم انه موجود، و لكنه شئ نادر الحدوث.

ان المشاعر حين تُكبت، تموت، و يتحجّر القلب جراء موتها، فتلوح فى الافق فكرة الموت على انها الفكرة الوحيدة التى تستحق ان ينظر لها الناس، فهى الحقيقة المطلقة و الباقى اوهام، فالحياة رحلة لا تعرف طريقك فيها، لكنه حقًا سوف يكون صعبًا لو استسلمنا لهذه النظرية، فالموت و الحياة لا يختلطان، كالظلام و النور، لا يجتمعان.

قتلك للمشاعر لن يفيد، فهى جزءًا منك فى النهاية، و حديثك عن الموت لن يغير من الامر شئ، لكنك سوف تفقد حياتك تدريجيًا، دون ان تشعر، دون ان تعش.

No comments:

Post a Comment

أركن إلى المجاز الأقرب والأوضح، لضعف ما امتلك من حصيلة معرفية ولغوية وزخم شعوري تجاه العالم، فالوحدة هي الصحراء الواسعة، والظمأ الأرض ا...