Monday, April 7, 2014

لا يدوم اقترابى.

دائمًا ما كنت احاول ان احقق الاستقرار الداخلى* و الخارجى لحياتى، لا اريد لأى شئ ان يتغيّر، لا جديد، فقط خط مستقيم ثابت للحياة و للايام، بلا انبعاجات ولا انحرافات ولا زوايا حادة، فقط خط مستقيم لا يتقطاع معه آخر.

بقيت حياتى بهذا الشكل إلى ان تقاطع خط آخر بشكل مصادف للخط الذى اسير عليه، حاولت تفاديه ولكن لا يمكن تفادى مثل هذه الخطوط التى تظهر فجأة فى وجه خط سيرك، فلم استطع فعل شئ غير الاستسلام له، فتغيّرت وجهتى.

لن انكر ان التغيير الذى طرأ على حياتى بعد مقابلتى هذا الخط قد اضاف روحًا من البهجة عليها، فتجربة شئ جديد تكن دائمًا مبهجة، ككل البدايات، البدايات فقط.

و لأن لا شئ يسير وفق ما تريد، فأن ما يحدث فى مراحل ما بعد البدايات قد يحطمك إلى الابد، فيجب عليك ان تحذر مما تفعل.

هل قرأت يومًا اسطورة "إيكاروس"؟ هذا اليونانى الذى حُكم عليه بالسجن، و حاول هو و ابوه الهروب عن طريق تثبيت جناحين على ظهريهما بالشمع، و عندما حاولا الطيران، ارتفع الابن "إيكاروس" و ظل يرتفع حتى وصل قرب الشمس، فلم يدم اقترابه منها، حتى اذابت الشمع، فسقط جناحاه و سقط ورائهما.

أما انا فصممت على الاقتراب اكثر، فلما اذابت الشمس جناحاي، ضربت الهواء بيداى حتى اقترب اكثر، حتى احرقت الشمس ما تبقى منى، جزاءًا لعدم فهمى ان هذا هو قدرى، هذا ما اقدر عليه فقط، ولا يمكننى الاقتراب اكثر من ذلك.

فعندما عُدت إلى الارض، قررت الابتعاد، حتى يعبر الخط القاطع لخط سيرى، و اعبر انا بعده، مستمرًا فى المسير على الخط المستقيم، محققًا الاستقرار الذى طالما اسعدنى.
*الاستقرار الداخلى: مصطلح يشير إلى مقدرة النظام على تنظيم بيئته الداخليّه، و الحفاظ على الحالة الثابته للخصائص.

No comments:

Post a Comment

أركن إلى المجاز الأقرب والأوضح، لضعف ما امتلك من حصيلة معرفية ولغوية وزخم شعوري تجاه العالم، فالوحدة هي الصحراء الواسعة، والظمأ الأرض ا...