Sunday, March 29, 2015

في إنتظار من سيحمل معي الصخرة.

لم أعد قادرًا على أن أمرر الأيام بنفس السلاسة، تغير التفاصيل يفرض عليك نمط حياة معيّن، ومحدد، ولا تستطيع أن تحيد عنه، خط رفيع مرسوم على الأرض ومطلوب منك تمشي عليه ذهابًا وإيابًا يوميًا، دون أن تنزلق قدمك فتقع في القاع الذي تحاول الإبتعاد عنه.

سيزيف كان يعاني، كل يومٍ، يحمل صخرته فوق ظهره، ويصعد بها إلى القمة، وعند الوصول، تسقط الصخرة إلى القاع مرّة أخرى، فينزل ليلتقطها ويصعد مرّة أخرى، دون أن يفكر في يومٍ أن يجلس قليلًا، ثم يبحث عن من يساعده في حمل الصخرة للوصول إلى القمة والتأكد من تثبيتها هناك حتى لا تسقط مرّة أخرى. لكن سيزيف لم يكن ذكيًا بشكلٍ كافٍ، فعانى من الوحدة ضعف ما عانى من العذاب.

كل شخصٍ يحتاج إلى من يساعده في حمل أعباءه، لا أحد يحب حمل أعباءه وحده والمضي بها إلى مصيره، من البشر العاديين إلى الأبطال الخارقين الخياليين، وحتى الأنبياء، الأنبياء كان لديهم من يحملون معهم أعباءهم، سيدنا عيسى كان لديه الحوارييون، سيدنا محمد كان لديه الصحابة، حتى سيدنا موسى كان لديه هارون، كلٌ لديه من يحمل عنه قليلًا عندما يشعر بالتعب. أما أنا فمازلت انتظر، من سيحمل معي أعبائي، من سيحمل معي الصخرة، حتى أصل إلى القمة، واتأكد من أنها لن تسقط مرّة أخرى.

No comments:

Post a Comment

أركن إلى المجاز الأقرب والأوضح، لضعف ما امتلك من حصيلة معرفية ولغوية وزخم شعوري تجاه العالم، فالوحدة هي الصحراء الواسعة، والظمأ الأرض ا...