Wednesday, June 25, 2014

اتذكر عندما كنت صغيرًا، لم يكن يبكيني مايبكي الآخرين، أخبار الموت والضحايا، فقدان الاشياء، عدم القدرة على الوصول لما تريد، لم يكن يبكيني كل هذا، لم أكن ابكي بسهوله، حتى كدت اصدق أن قلبي قد تحول إلى صخرٌ أصم، إلا انني بكيت يومًا ما على شيء لم يكن يستحق البكاء، شيء عادي يمكن ان تواجهه كل يوم.

رأيت فى المدرسه طفلًا، يجلس بعيدًا عن الطلاب الاخرين، ممسكًا بقلمه وورقة صغيرة مقطوعة، يحاول كتابة شيء ما، ولكنه يجد صعوبة فى مسك القلم والتحكّم به، يمسكه بأصبعيه السبابه والوسطى بصعوبه، ويميله إلى الامام قليل، وينحني برأسه كثيرًا حتى اقترب من الورقه كأنه إلتصق بها، مجرد رؤيته على هذا الوضع، وهو يحاول كتابة شئ ما بهذه الصعوبه البالغه التى لم ارى احدًا يواجهها وهو يكتب، جعلني اجلس بجانبه وابكي، ابكي كثيرًا على عدم قدرته على فعل شئ قد يكون سهلًا لعموم الناس، بكيت ولم يكن البكاء امرًا مطروحًا، ولكننى بكيت.

No comments:

Post a Comment

أركن إلى المجاز الأقرب والأوضح، لضعف ما امتلك من حصيلة معرفية ولغوية وزخم شعوري تجاه العالم، فالوحدة هي الصحراء الواسعة، والظمأ الأرض ا...