Wednesday, February 5, 2014

إلى من لا يُهمه الامر

طيلة حياتى و انا انظر لبعض الاشخاص بأعجابٍ شديد، اتقرّب منهم -"لعلى آتى منهم بقبس او اجد عليهم الهُدى"- اتقرّب لأشاهد كيف يتصرفون حيال بعض المواقف التى اعجز غالبًا عن التصرّف فيها (بعضها لم يحدُث لى من الاساس) و لكنى كنت استمتع و انا بقربهم، استمتع بحياتهم هم الخاصه فى عالمهم و انا مجرد مسخ من عالم آخر جاء فقط ليشاهد و ليس له حق المشاركه.

اشاهد العالم بعيونهم هم، اتصرف كما يتصرّفون، اقتبس منهم افعالهم و اقوالهم و كأننى بلا روح، بلا عقل، اسير على طريقهم، اُذاكر فقههم، و لم اُفكر و لو لمرّه هل يوجد من يرانى كذلك؟ ام اننى مجرّد ظِل يتحرّك وراء هؤلاء البشر؟

لا يوجد من يُبصرك، ليس لأنهم لهم عيون لا يُبصرون بها و انما، لا يوجد لك آثارٌ على الرمال، كيف اذًا سيعرف الناس انك مررت من هنا دون اى آثرٌ لك؟

اما آن الآوان ان تغرس لك قدمًا فى الرمال؟ ان تتخذ لك دورًا فى الحياة؟ ان تشعر انك كاملًا دون انتظار احد دون السير فى ظِل احد.

لا يوجد فى هذه الدُنيا شعور اصعب من الشعور بالاحتياج لشخصٍ ما لكى تكتمل منظومه حياتك، فالبشر لا يتواجدون دائمًا، و فى بعض الاحيان وجودهم يعود بالضرر عليك لا النفع، لأن اكثرهم لا يعلمون، و لا يستطيعون نفعك الا بما شاء الله.

كم تمنيتُ ان اكون ناسكًا، يوجد شئ يجذبنى الى هذه الشخصيه، يسير بلا قيود، يصحب كل البشر و لا يتعلق بأحد منهم، يرى كل شئ و يتعلّم من كل شخص، و يرحل دون سابق انذار، مجرد طيف عابر كأطياف الهواء البارد فى شهر اغسطس الحار، يعطى الحياة شئ من البراح .. و يرحل.

لن اطيل الكلام، فالأطاله لن تفيد احدًا، فى النهاية هذا الكلام موجه إلى من لا يهمه الامر، فأذا تحدثت لثلاثة ايامِ متصله فلن يهمه الامر، حتى و ان كان له من الحديث شئ.

No comments:

Post a Comment

أركن إلى المجاز الأقرب والأوضح، لضعف ما امتلك من حصيلة معرفية ولغوية وزخم شعوري تجاه العالم، فالوحدة هي الصحراء الواسعة، والظمأ الأرض ا...