قررت السير فى ممر الذكريات وحدى، دون الحاجه إلى رؤية شئ يذكرنى بذكرى مضت، فقط اردت تذكّر بعض الأشياء، لحظات البطوله فى مقابل خيبات الأمل، لحظات الفرح فى مقابل الحزن الذى يحل فجأه دون سابق إنذار، لحظات قد تتذكرها ولا تعرف كيف تصنفها، ولكنها فقط لحظاتٌ مرّت ولا جدوى من محاولة تصنيفها.
فى أول المنعطفات قابلتُها، كنت قد رأيتُها من قبل فى صوره على الفيس بوك، اسرنى شكلها البرئ، الطفولي الهادى، وابتسامتها الصافيه، والغمازات على جنبات ثغرها، فتحركت مشاعرى تجاهها كمجذوبًا منجذبًا لرائحةِ شئ ما يحبه، ذات العيون العسليه الواسعه أصابتنى بسهمٍ مباغت، ولا سبيل للهرب من ذلك.
سألته "مين دى؟" فأجاب "دى .... معانا فى الجامعه." فتحدثنا قليلًا عنها، وقال انه يمكننى رؤيتها ليلة رأس السنه، فذهبت يومها ورأيتها، ورأيتها مرّة أخرى فى عيد ميلاد، ولكننى تصرفت بغرابه شديده منفره لشدة ارتباكي، لم أكن أعرف ما عليّ فعله حينها، فقط لم أتحدث معها، ولكننى كنت أنظر لوجهها بين الحين والاخر، فلما التقت أعيننا وجدتها ترتبك وتنظر بعيدًا، لم أكن أعرف ان عليّ الحد من النظره التى تشير إلى اننى قاتل ينتظر ان تفرغ من ما تأكل حتى يتسنى له الوقت لقتلها.
عدت إلى البيت سعيدًا فرحًا بما حققته حتى الأن، نعم نظرت لها ونظرت إلي، والأن .. ما العمل؟ نعم، إضافتها كصديق، ضغط على اسمها وبعد ذلك زر "إضافة صديق"، وانتظرت، أسبوعين كاملين، أو ربما كان أكثر، فأكتئبت، لماذا لم تجب على طلب الصداقه؟ هل قيل لها شئٌ عنّى من أحد، لا أعرف، ربما حدثها صديقى الذى عرفت فيما بعد انه كان معجبًا بها، ولكننى قررت أن أخرج من هذه الحاله، فذهبت مع أصدقائى إلى حفله غنائيه، فأدخل لأفاجئ بها تقف مع صديقى وشخصًا آخر، خيانه! نعم هى خيانه مكتملة الأركان، فها هى تقف معه بعد أن اتفقا على تحطيمى، سوف أرحل قبل أن أفقد أحترامى لنفسى أكثر من ذلك.
خرجت من هذا المنعطف بضحكٍ لا مثيل له، بعض الذكريات ربما تؤلمنا فى وقتِها، لكنها بعد ذلك تتحول إلى ذكريات مضحكه تهوّن علينا لحظات الآلم.
اترك هذا المنعطف لأدخل بعده فى المنعطف الأخر، ما الذى آتى بي إلى هنا؟ سأركض إلى باب الخروج، لا شئ هنا أريد أن اتذكره، حاولت الركض لكننى كنت بطيئًا كالعاده، فأمسكت بي بعض الذكريات، نعم، أعجبت بها، ونعم كانت مرتبطه بصديق لي، ونعم لم أحدثها فى هذا طوال هذه السنين، ونعم كنت مقربًا منها فى لحظاتٍ كثيره، وبعيدًا ايضًا فى أوقاتٍ أخرى، أوقاتٍ طويله، لم نتحدث، أقابلها صدفه فأبتسم، ولا اتكلّم، الصدف بالنسبة لي شئ مُربِك جدًا، لا أحب الصدف كثيرًا ولا المفاجأت، وأصاب بضعفٍ فى الكلام عند مواجهة أحدهما، فلا أتحدث ويهرب منّي الكلام دائمًا.
أحاول الهرب، أنجح بصعوبه، فأدخل بعدها إلى المنعطف الثالث، أرى طفلًا بدينًا بخدودٍ بضّه متورّده، يرتدى قميصًا ابيضًا وبنطالًا رمادى اللون، وربطة عُنق نبيتى، هذه الخدود تلاعبها بسخافه إمرأه طويله ترتدى فستانًا مزهّرًا، والطفل لا يضحك، لا يوجد على وجهه الممتلئ أى تعبيرات تُذكر، دققت النظر قليلًا به، نعم، انه أنا، وتلاعب خدودى مدرستى للغة الأنجليزيه فى الصف الرابع الأبتدائى، حسنًا، لنكتفى بهذا القدر من الذكريات، سأحاول الفرار قبل لحاق أحدى هذه الذكريات المتربصة بي، لا اريد الأن مزيدًا من هذه الذكريات.
فى أول المنعطفات قابلتُها، كنت قد رأيتُها من قبل فى صوره على الفيس بوك، اسرنى شكلها البرئ، الطفولي الهادى، وابتسامتها الصافيه، والغمازات على جنبات ثغرها، فتحركت مشاعرى تجاهها كمجذوبًا منجذبًا لرائحةِ شئ ما يحبه، ذات العيون العسليه الواسعه أصابتنى بسهمٍ مباغت، ولا سبيل للهرب من ذلك.
سألته "مين دى؟" فأجاب "دى .... معانا فى الجامعه." فتحدثنا قليلًا عنها، وقال انه يمكننى رؤيتها ليلة رأس السنه، فذهبت يومها ورأيتها، ورأيتها مرّة أخرى فى عيد ميلاد، ولكننى تصرفت بغرابه شديده منفره لشدة ارتباكي، لم أكن أعرف ما عليّ فعله حينها، فقط لم أتحدث معها، ولكننى كنت أنظر لوجهها بين الحين والاخر، فلما التقت أعيننا وجدتها ترتبك وتنظر بعيدًا، لم أكن أعرف ان عليّ الحد من النظره التى تشير إلى اننى قاتل ينتظر ان تفرغ من ما تأكل حتى يتسنى له الوقت لقتلها.
عدت إلى البيت سعيدًا فرحًا بما حققته حتى الأن، نعم نظرت لها ونظرت إلي، والأن .. ما العمل؟ نعم، إضافتها كصديق، ضغط على اسمها وبعد ذلك زر "إضافة صديق"، وانتظرت، أسبوعين كاملين، أو ربما كان أكثر، فأكتئبت، لماذا لم تجب على طلب الصداقه؟ هل قيل لها شئٌ عنّى من أحد، لا أعرف، ربما حدثها صديقى الذى عرفت فيما بعد انه كان معجبًا بها، ولكننى قررت أن أخرج من هذه الحاله، فذهبت مع أصدقائى إلى حفله غنائيه، فأدخل لأفاجئ بها تقف مع صديقى وشخصًا آخر، خيانه! نعم هى خيانه مكتملة الأركان، فها هى تقف معه بعد أن اتفقا على تحطيمى، سوف أرحل قبل أن أفقد أحترامى لنفسى أكثر من ذلك.
خرجت من هذا المنعطف بضحكٍ لا مثيل له، بعض الذكريات ربما تؤلمنا فى وقتِها، لكنها بعد ذلك تتحول إلى ذكريات مضحكه تهوّن علينا لحظات الآلم.
اترك هذا المنعطف لأدخل بعده فى المنعطف الأخر، ما الذى آتى بي إلى هنا؟ سأركض إلى باب الخروج، لا شئ هنا أريد أن اتذكره، حاولت الركض لكننى كنت بطيئًا كالعاده، فأمسكت بي بعض الذكريات، نعم، أعجبت بها، ونعم كانت مرتبطه بصديق لي، ونعم لم أحدثها فى هذا طوال هذه السنين، ونعم كنت مقربًا منها فى لحظاتٍ كثيره، وبعيدًا ايضًا فى أوقاتٍ أخرى، أوقاتٍ طويله، لم نتحدث، أقابلها صدفه فأبتسم، ولا اتكلّم، الصدف بالنسبة لي شئ مُربِك جدًا، لا أحب الصدف كثيرًا ولا المفاجأت، وأصاب بضعفٍ فى الكلام عند مواجهة أحدهما، فلا أتحدث ويهرب منّي الكلام دائمًا.
أحاول الهرب، أنجح بصعوبه، فأدخل بعدها إلى المنعطف الثالث، أرى طفلًا بدينًا بخدودٍ بضّه متورّده، يرتدى قميصًا ابيضًا وبنطالًا رمادى اللون، وربطة عُنق نبيتى، هذه الخدود تلاعبها بسخافه إمرأه طويله ترتدى فستانًا مزهّرًا، والطفل لا يضحك، لا يوجد على وجهه الممتلئ أى تعبيرات تُذكر، دققت النظر قليلًا به، نعم، انه أنا، وتلاعب خدودى مدرستى للغة الأنجليزيه فى الصف الرابع الأبتدائى، حسنًا، لنكتفى بهذا القدر من الذكريات، سأحاول الفرار قبل لحاق أحدى هذه الذكريات المتربصة بي، لا اريد الأن مزيدًا من هذه الذكريات.
No comments:
Post a Comment