لا أعلم بالضبط متى بدأ الأمر، لكنه بدأ. شعور لا تعرف له تعريفًا واضحًا، القليل من اليأس، القليل من اللاجدوى، والكثير من الفراغ.
تشير الساعة إلى الرابعة صباحًا، كل شيء ساكن، حتى الهواء من حولي. أدخل إلى الشرفة المطلة على الشارع، أشعر بالبرد لكن لا أعبئ كثيرًا بهذا، أنظر إلى الشارع الخالي المليء بالوحشة والفراغ، تمامًا كالقلب هذه الأيام. أتجول بعيني بين البنايات، لا شيء جديد، كل شيء في مكانه كما كان، وكما سيكون، على الأقل في المستقبل القريب.
تقدم إلي الفشل منذ وقتٍ طويل بعرض شيّق، إجعلني صديقك وسأجعل ضميرك يصدق أن كل شيء على ما يرام، وأنا وافقت. لم يكن لدي في المدرسة أصدقاء، فقط زملاء غير ودودين ولا محبوبين بالنسبة لي، لكن لا بأس، فأنا أذهب يوميًا وأعود إلى المنزل، بلا خسائر تقريبًا، وهذا أمر جيد. تمر الأيام سريعًا، أتقدم في العمر لكن كل ما حولي ساكن، أبي وأمي في دوامة مشاكل دائمة، ولا يبدو أن هناك سبيلًا لحلها.
عندما دخلت إلى الجامعة، قررت دراسة تخصص لا أحبه، لكنه سيكون كفيلًا بتأمين الحياة، أو هكذا ظننت، أم أنني لم أفكر كثيرًا في هذا؟ لا أتذكر، فكل شيء كان على ما يرام، أذهب إلى الجامعة وأعود إلى المنزل، بلا أصدقاء، وبلا خسائر أيضًا. أقرر التجول في الشوارع، وحيدًا، بلا رفيق، هذا أسهل، أذهب إلى أي مكان أحبه، بلا محاولة لأقناع أحد بهذا المكان. الشوارع تبدو بلا روح، لكن لا بأس، طالما أنني بخير. أحاول التجوّل، أحمل بداخلي أفكار، لكنني لا أبوح بها لأحد، فأسير بلا هدف، كنبي أدرك عدم جدوى رسالته، لكنني لا أتوقف عن السير.
أجلس في البيت طيلة الوقت، تقول أمي أنني سأكون مثل أبي الذي قرر أن يبتعد عنّا، ضعيف وخائف ومُحبط، لكنها لم تذكر صراحةً أنني فاشل، إذن لا بأس، أنا بخير.
أفكر، ماذا كان حال اليهود وقد ظلوا أربعين سنة في التيه، يتجولون في الصحراء، بلا هدف، ماذا كان يدور في عقولهم، هل ندموا على ما فعلوا؟ أم أنهم رأوا أنهم كانوا على حق؟ أم أنهم لم يفكروا أي شيء إلا كيفية خروجهم من هذا المأزق؟ أفكر في هذه القصة كثيرًا، لكنني لا أفكر في كيفية الخروج، أظن أنني لو كنت مكانهم لما فكرت في أي شيء، فأنا لم أمت، إذن لا بأس، كل شيء على ما يرام، وأنا بخير.
يوم ما، رأيت فتاة شديدة الجمال، أو هكذا رأيتها، فمن رأوها قالوا بأنها عادية، لا تستحق كل هذا الإهتمام، أما أنا فلم أكن أفكر بشيء غيرها، أذهب إلى المكتبة _بالرغم من أنني لا أقرأ_ فقط كي أراها، أجلس وأضع سماعاتي في أذني وأستمع إلى أي أغنية تقابلني، لا أهتم، فقط أريد أن أكون في نفس المكان التي تتواجد فيه، بدأت أشعر أن القلب قد غمرته مشاعر لا أعلم كيفية التعامل معها، لذلك وقفت مكاني، لم أتحرك، لم أخذ أي خطوة نحوها. بعد فترة، رأيتها تتجول، كل يوم، مع أحد الأشخاص، وتبتسم. أخذت وقتًا حتى إنسحبت المشاعر من قلبي، ليعود كما كان، فارغًا كبهو قصر كبير لا أثاث به. لكن أنا لم أخسر شيء، إذن كل شيء على ما يرام، أنا بخير وهذا هو المهم.
كل شيء من حولي ساكن، لكن لماذا يتحرك الزمن؟ أنا أكبر، وهذا أمر حزين، لماذا نسمح للزمن بأن يطأ بقدميه على حياتنا بقسوة غيرعابئ بتأثيره علينا؟ ما الجدوى من الحياة إذن طالما سيبقى الزمن جاثمًا فوق صدورنا؟
هذه الحياة أمرها غريب حقًا، فقد أتيت إليها دون إرادتي، وإذا أردت مغادرتها فهذا سيكون أمّا قرارًا مني أو أنتظر حتى ينتهي زمني، بلا أي إرادة منّي. لكن هذا لن يحدث بقرار مني، ما الداعي لأنهاء الحياة؟ فأنا لم أفوز بشيء أو أخسر شيء، إذن كل شيء على ما يرام، أنا بخير، حتى الأن.
تشير الساعة إلى الرابعة صباحًا، كل شيء ساكن، حتى الهواء من حولي. أدخل إلى الشرفة المطلة على الشارع، أشعر بالبرد لكن لا أعبئ كثيرًا بهذا، أنظر إلى الشارع الخالي المليء بالوحشة والفراغ، تمامًا كالقلب هذه الأيام. أتجول بعيني بين البنايات، لا شيء جديد، كل شيء في مكانه كما كان، وكما سيكون، على الأقل في المستقبل القريب.
تقدم إلي الفشل منذ وقتٍ طويل بعرض شيّق، إجعلني صديقك وسأجعل ضميرك يصدق أن كل شيء على ما يرام، وأنا وافقت. لم يكن لدي في المدرسة أصدقاء، فقط زملاء غير ودودين ولا محبوبين بالنسبة لي، لكن لا بأس، فأنا أذهب يوميًا وأعود إلى المنزل، بلا خسائر تقريبًا، وهذا أمر جيد. تمر الأيام سريعًا، أتقدم في العمر لكن كل ما حولي ساكن، أبي وأمي في دوامة مشاكل دائمة، ولا يبدو أن هناك سبيلًا لحلها.
عندما دخلت إلى الجامعة، قررت دراسة تخصص لا أحبه، لكنه سيكون كفيلًا بتأمين الحياة، أو هكذا ظننت، أم أنني لم أفكر كثيرًا في هذا؟ لا أتذكر، فكل شيء كان على ما يرام، أذهب إلى الجامعة وأعود إلى المنزل، بلا أصدقاء، وبلا خسائر أيضًا. أقرر التجول في الشوارع، وحيدًا، بلا رفيق، هذا أسهل، أذهب إلى أي مكان أحبه، بلا محاولة لأقناع أحد بهذا المكان. الشوارع تبدو بلا روح، لكن لا بأس، طالما أنني بخير. أحاول التجوّل، أحمل بداخلي أفكار، لكنني لا أبوح بها لأحد، فأسير بلا هدف، كنبي أدرك عدم جدوى رسالته، لكنني لا أتوقف عن السير.
أجلس في البيت طيلة الوقت، تقول أمي أنني سأكون مثل أبي الذي قرر أن يبتعد عنّا، ضعيف وخائف ومُحبط، لكنها لم تذكر صراحةً أنني فاشل، إذن لا بأس، أنا بخير.
أفكر، ماذا كان حال اليهود وقد ظلوا أربعين سنة في التيه، يتجولون في الصحراء، بلا هدف، ماذا كان يدور في عقولهم، هل ندموا على ما فعلوا؟ أم أنهم رأوا أنهم كانوا على حق؟ أم أنهم لم يفكروا أي شيء إلا كيفية خروجهم من هذا المأزق؟ أفكر في هذه القصة كثيرًا، لكنني لا أفكر في كيفية الخروج، أظن أنني لو كنت مكانهم لما فكرت في أي شيء، فأنا لم أمت، إذن لا بأس، كل شيء على ما يرام، وأنا بخير.
يوم ما، رأيت فتاة شديدة الجمال، أو هكذا رأيتها، فمن رأوها قالوا بأنها عادية، لا تستحق كل هذا الإهتمام، أما أنا فلم أكن أفكر بشيء غيرها، أذهب إلى المكتبة _بالرغم من أنني لا أقرأ_ فقط كي أراها، أجلس وأضع سماعاتي في أذني وأستمع إلى أي أغنية تقابلني، لا أهتم، فقط أريد أن أكون في نفس المكان التي تتواجد فيه، بدأت أشعر أن القلب قد غمرته مشاعر لا أعلم كيفية التعامل معها، لذلك وقفت مكاني، لم أتحرك، لم أخذ أي خطوة نحوها. بعد فترة، رأيتها تتجول، كل يوم، مع أحد الأشخاص، وتبتسم. أخذت وقتًا حتى إنسحبت المشاعر من قلبي، ليعود كما كان، فارغًا كبهو قصر كبير لا أثاث به. لكن أنا لم أخسر شيء، إذن كل شيء على ما يرام، أنا بخير وهذا هو المهم.
كل شيء من حولي ساكن، لكن لماذا يتحرك الزمن؟ أنا أكبر، وهذا أمر حزين، لماذا نسمح للزمن بأن يطأ بقدميه على حياتنا بقسوة غيرعابئ بتأثيره علينا؟ ما الجدوى من الحياة إذن طالما سيبقى الزمن جاثمًا فوق صدورنا؟
هذه الحياة أمرها غريب حقًا، فقد أتيت إليها دون إرادتي، وإذا أردت مغادرتها فهذا سيكون أمّا قرارًا مني أو أنتظر حتى ينتهي زمني، بلا أي إرادة منّي. لكن هذا لن يحدث بقرار مني، ما الداعي لأنهاء الحياة؟ فأنا لم أفوز بشيء أو أخسر شيء، إذن كل شيء على ما يرام، أنا بخير، حتى الأن.
No comments:
Post a Comment