لم أكن أتصور أن الأيام يمكنها أن تتطابق وتتماثل بهذا الشكل، فتتكرر مرّة أخرى بكل تفاصيلها، ففي هذا الوقت، وبالتحديد منذ سنة، في شهر ديسمبر، من العام الماضي، شعرت بالحزن ايضًا، وتسألت، كيف للحنين _في أوقاتٍ كهذه_ أن يضرب الجزء المسؤول عن الذاكرة بكل قوةً كما يفعل في هذه اللحظات؟
أنا لا أؤمن بأن الأيام تعيد نفسنا بنفسها، ولا أن النتائج دائمًا تتطابق، أنا فقط أؤمن بأن البشر ضعفًا، والحياة قاسية بالفعل، لكن المشكلة هذه المرّة، أنه لا مكان لكلمات الإعتذار، فكلمات الإعتذار لن تحل شيء، لكن، ألا تحتاج هذة الكلمات لأفواه البشر كي تُنطق؟ فأين البشر إذن في شهر ديسمبر الحالي؟
أتخذت قرارًا _منذ فترة_ أنني لن أكتئب، لا يوجد مكان للإكتئاب أصلًا، فألاكتئاب للمرفهين، وأنا لست مرفهًا أبدًا، يمكن القول أنني كنت مرفهًا في الصغر، لكن الأن، والأن بالذات، لا أشعر بجزء ولو بسيط من هذه الرفاهية، لكن إذا لم أكن سأكتئب فلا بأس أن أحزن! فالحزن شعور إنساني يمس المرفهين وغير المرفهين، لا بأس إذًا ببعض الحزن في ديسمبر الحالي ايضًا، لا بأس أبدًا.
كلما مرت الأيام، كلما شعرت بتفاهتها أكثر وأكثر، وكلما شعرت أن ما كنت أشعر به في الماضي هو محض تفاهات لم يكن يجب لشخصٍ في حالتي أن يشعر بها، كيف لشخصٍ في مثل حالتي أن يشعر بالحزن لمجرد البُعد عن شخصٍ كان يحبه كثيرًا؟ كيف يمكن للبُعد أن يكون له مثل هذا التأثير الحزين؟
والأن، وبعد مرور سنةٍ كاملة، أشعر أن هذا الحزن _الذي كان_ لم يكن له هذه الأهمية التي وليته إياها، يمكن أن أكون قد بالغت في تقديره، يمكن أن أكون قد حملته وأوّلته على عدة تأويلات لم يكن لها أصلٌ بداخلي من البداية، لا أعرف، لكن ما أعرفه جيدًا، أن الحزن هذة المرّة مختلف، والمشكلة هذة المرة حقيقية وليس لها علاقة بالمشاعر فقط، بل أنها تؤثر عليّ إجتماعيًا ونفسيًا بشكلٍ مباشر، فلا مكان هنا للأعذار، بل لا مكان للكلمات كلها من الأساس.
منذ سنوات، أصابني هاجس أنني إن مت في هذا الوقت، فلن يشعر بي أحد، ولن يسأل عنّي أحد، وإذا علم أحدهم بموتي لن يحزن، فأنا لم أكن مفيدًا ولا قريبًا لأحد، وإذا حزن فلم يتذكر هذا الحزن بعد يوم أو يومان على أكثر تقدير، فحزنت قليلًا لكنني قررت أن أنسى هذا الهاجس تمامًا ولا أفكر فيه مرّة أخرى، لكن، ولسوء الحزن الملازم لي، أنني وجدت نفسي، كلما جاء شهر ديسمبر، وابتعدت الناس عن بعضهم البعض، وابتعدوا عنّي وابتعدت عنهم، أفكر في هذا الهاجس مرّة أخرى، وفي كل مرّة تشتد وطأته، وأصدق بشكل لا يدع مجالًا للشك، أن الموت لن يكون حلًا جيدًا ابدًا في هذة الأوقات، بالرغم من قسوة الحياة حتى!
أيام قليلة تفصلنا عن السنة الجديدة القادمة، وأنا اتمنى أن تكون بداية هذه السنة أفضل قليلًا من سابقتها، وأن تصل إلى نهاياتها على خير، وأن يأتي ديسمبر، من هذا العام، بدون حزن يجعلنا نتذكر جميع الهزائم التى مضت.
أنا لا أؤمن بأن الأيام تعيد نفسنا بنفسها، ولا أن النتائج دائمًا تتطابق، أنا فقط أؤمن بأن البشر ضعفًا، والحياة قاسية بالفعل، لكن المشكلة هذه المرّة، أنه لا مكان لكلمات الإعتذار، فكلمات الإعتذار لن تحل شيء، لكن، ألا تحتاج هذة الكلمات لأفواه البشر كي تُنطق؟ فأين البشر إذن في شهر ديسمبر الحالي؟
أتخذت قرارًا _منذ فترة_ أنني لن أكتئب، لا يوجد مكان للإكتئاب أصلًا، فألاكتئاب للمرفهين، وأنا لست مرفهًا أبدًا، يمكن القول أنني كنت مرفهًا في الصغر، لكن الأن، والأن بالذات، لا أشعر بجزء ولو بسيط من هذه الرفاهية، لكن إذا لم أكن سأكتئب فلا بأس أن أحزن! فالحزن شعور إنساني يمس المرفهين وغير المرفهين، لا بأس إذًا ببعض الحزن في ديسمبر الحالي ايضًا، لا بأس أبدًا.
كلما مرت الأيام، كلما شعرت بتفاهتها أكثر وأكثر، وكلما شعرت أن ما كنت أشعر به في الماضي هو محض تفاهات لم يكن يجب لشخصٍ في حالتي أن يشعر بها، كيف لشخصٍ في مثل حالتي أن يشعر بالحزن لمجرد البُعد عن شخصٍ كان يحبه كثيرًا؟ كيف يمكن للبُعد أن يكون له مثل هذا التأثير الحزين؟
والأن، وبعد مرور سنةٍ كاملة، أشعر أن هذا الحزن _الذي كان_ لم يكن له هذه الأهمية التي وليته إياها، يمكن أن أكون قد بالغت في تقديره، يمكن أن أكون قد حملته وأوّلته على عدة تأويلات لم يكن لها أصلٌ بداخلي من البداية، لا أعرف، لكن ما أعرفه جيدًا، أن الحزن هذة المرّة مختلف، والمشكلة هذة المرة حقيقية وليس لها علاقة بالمشاعر فقط، بل أنها تؤثر عليّ إجتماعيًا ونفسيًا بشكلٍ مباشر، فلا مكان هنا للأعذار، بل لا مكان للكلمات كلها من الأساس.
منذ سنوات، أصابني هاجس أنني إن مت في هذا الوقت، فلن يشعر بي أحد، ولن يسأل عنّي أحد، وإذا علم أحدهم بموتي لن يحزن، فأنا لم أكن مفيدًا ولا قريبًا لأحد، وإذا حزن فلم يتذكر هذا الحزن بعد يوم أو يومان على أكثر تقدير، فحزنت قليلًا لكنني قررت أن أنسى هذا الهاجس تمامًا ولا أفكر فيه مرّة أخرى، لكن، ولسوء الحزن الملازم لي، أنني وجدت نفسي، كلما جاء شهر ديسمبر، وابتعدت الناس عن بعضهم البعض، وابتعدوا عنّي وابتعدت عنهم، أفكر في هذا الهاجس مرّة أخرى، وفي كل مرّة تشتد وطأته، وأصدق بشكل لا يدع مجالًا للشك، أن الموت لن يكون حلًا جيدًا ابدًا في هذة الأوقات، بالرغم من قسوة الحياة حتى!
أيام قليلة تفصلنا عن السنة الجديدة القادمة، وأنا اتمنى أن تكون بداية هذه السنة أفضل قليلًا من سابقتها، وأن تصل إلى نهاياتها على خير، وأن يأتي ديسمبر، من هذا العام، بدون حزن يجعلنا نتذكر جميع الهزائم التى مضت.