هناك بعض الأثار الجانبية التي قد تظهر عليك كنتيجة طبيعية للوِحدة الإختيارية، والذكريات، والحنين إلى الأيام التي مضت ضمن هذه الأثار وتضرب جزء الذاكرة بقوة دون سبب واضح أو معروف، وبلا أي إعداد سابق، فقط تجد أنك تتذكر ما لم تكن تتذكره.
أتذكر أننا في إحدي سنوات الدراسة، تحديدًا منذ أكثر من سنة ونصف، طرأ علينا تغيرًا لم يكن محسوبًا، أو كان بداعي عمل شيء له هدف بعيدًا عن الدراسة فقط، فأشتركنا جميعًا في إحدى المؤسسات التنموية تهدف إلي تنمية المجتمع عن طريق سحل بعض الشباب المتحمس في أعمال هي في المقام الأول من مهام الدولة ومشكلاتها، لكن لا بأس ببعض المساعدة التي ستحقق ربحًا، في النهاية، نفسيًا للشباب وماديًا للدولة، لكن ليس هذا ما أريد أن اتحدث عنه، أريد أن اتحدث عما كان يحدث على الجانب بالتوازي مع هذه الأعمال التنموية.
إشتراكك في هذه المؤسسات سيوسّع من دائرة معارفك بلا شك، فالمساعدات الإجتماعية تخلق ايضًا علاقات إجتماعية موازية، هذه العلاقات الإجتماعية التي تبدأ بالخط الزمني الطبيعي لها، فتبدأ كعلاقة سطحية، ثم تنتقل إلي علاقة زمالة أو تفاعل العمل، ثم علاقة صداقة قد تطول وقد تتحول بشكل مفاجئ إلى علاقة إعجاب من أحد الأطراف أو الطرفان معًا، وقد تحول، في نهاية الخط، إما إلى علاقة عاطفية أو حب، وإما أن تفشل وتعود مرة أخرى لشكلها الأصلي ما قبل العلاقة من الأساس.
وهذا ما حدث تقريبًا مع كل من أعرفهم في هذه الفترة، وحتى من لم أعرفهم بشكل شخصي، ممن يدخلون إلى هذا العالم دون ترتيب واضح، قد حدث معهم نفس الشيء، لكن ايضًا هذا ليس مقتصرًا على من بداخل هذة المؤسسات فقط، بس كل من له علاقات إجتماعية مع الجنس الأخر في أماكن الدراسة، سواء في المدارس أو الجامعات، الأمر فعلًا ليس مقتصرًا على مكان بعينه، بل على هذه الفترة، فترة نهاية المراهقة وبداية الشباب.
فترة نهاية المراهقة وبداية الشباب هي فترة مُرهقة جدًا، شديدة التأثير في النفس، فترة محمّلة بقدر ثقيل من المشاعر التي تضرب بغير ميعاد، ويعتبرها بعض علماء النفس من أهم فترات الإنسان بعد فترة الطفولة. فتجد انك وكل من حولك قد تحولتم إلى البحث عن ما تفتقدونه في هذة الفترة، البحث عن مشاعر تشعر أنها صادقة، تشعر أنك تختبرها ولأول مرة، تجد نفسك، ولأول مرة، تبحث عن نقطة التماس بين خط المشاعر بداخلك ودائرة معارفك.
نقطة التماس هي نقطة الإلتقاء بين الخط والمنحنى أو الدائرة، وهي نقطة على حدود الشكل أو المنحنى، تشترك في تماسها مع الخط المستقيم بجانبها، لكنه لا يتقاطع معها، لا يتداخل، بل فقط يمسها من الخارج، فتجد نفسك مشغولًا، في هذه الفترة، بالبحث عن هذة النقطة التي قد تتيح لك التعبير عن هذة المشاعر دون تداخل أو تقاطع بينك وبين إحدى نقاط دائرة معارفك، فقط تسمح لك بالقليل الذي يمكن أن تعتبره المطلوب في هذة الفترة، من كلمات الغزل الغير صريح، والمشاعر الغير معلنة بشكل واضح، والتخبط في الكلمات ومحاولته إختيار الكلمة المناسبة قد الإمكان، حتى لا تجد نفسك خارج حدود الدائرة، والعودة إلى نقطة الأصل الصفرية والبحث من جديد عن نقطة تماس أخرى.
ولأننا في الأصل مخلوقات عشوائية، بلا ترتيب، بلا هدف، فهذه الفترة قد تكون أكثر الفترات العبثية التي قد نقابلها في حياتنا، فترة محمّلة بقدر كبير من المشاعر الغير معلنة، ولا سبيل واضح لأعلانها لأننا لا نعرف تعريفات محددة لعلاقاتنا ولا نعرف حدودًا لها، فكيف لهذه الفترة إذًا أن تكون متزنة ومرتبة، وهذا ما حدث بالفعل، الكثير من العلاقات المرتبكة، بل شديدة الإرباك، التي نشأت، والأحاديث الجانبية، والأحاديث السرية التي يتم فضحها بسهولة لأنها ماتزال داخل حدود الدائرة، فلا توجد أسرار بداخل الدائرة إلا مع الذي يستطيع أن يحتفظ بها لأطول فترة ممكنة، فإذا خرج السر من بين اثنين لم يعد سرًا.
ما يترتب على هذة الفترة قد يكون تغيرًا في نظرتك الشخصية للأشياء، للتعريفات، للحب، للصداقة، للمسافات بينك وبين من في الدائرة، ستجد أن بعض الأشخاص سيفضلون الإبتعاد حين ظهور نقطة تماس خاصة بمشاعرهم، وستجدون الحديث، فيما بينكم سيكثر عن كيفية تعاملة معكم بعدما وجد نقطة المماس الخاصة به، فإذا فقدها يعود كطائرٍ يبحث من جديد عن السرب الخاص به.
وأنواع من هم داخل الدائرة مختلفة ومتباينة بشكلٍ واضح، فمنهم من يعجب بالأخر فقط كي يجد الدفء الذي يفتقده في علاقاته الإجتماعية الأخرى أو كتعويضًا للنقص بداخله، ومنهم من يبحث عن فرصة حقيقية، ومنهم من مر بعلاقة عابرة فاشلة في سنوات مراهقته الأولى اثرت به لدرجة جعتله يضع هذة العلاقة كمقياس لعلاقاته الأخرى المستقبلية، ومنهم من يهاب الأقتراب، ومنهم من يحتاج هذا الأقتراب كي لا يشعر بالوِحدة، ومنهم من قد يعجب دون سبب واضح لذلك.
ما رأيته في هذة الفترة المربكه كان أكتر من أن يُحمل على نحو أنها مجرد أحلام مراهقة أو بدايات ضعيفة لقصص لن تكتمل، فكل من حولك يتغيرون، حتى أنت تتغير، ولا تعرف من أين يأتي هذا التغيير، هل من هذه القصص غير المكتملة التي تترك اثرًا ولو بسيطًا في النفس، أم أنه واحد من العلامات لهذة الفترة بكل ما فيها من مشاعر غير مرتبه، لكنه يحدث في النهاية.
عمومًا لا تيأس ولا تبتأس، فلكل شيء نهاية، وأنا لا أحب النهايات، لكن لا شيء يبقى للأبد، بعض الأشياء يمكن تعويضها، وبعضها لا يمكن تعويضها، كأن يتم كسر شيء بداخل تجاة المشاعر بسبب علاقة انتهت ولم يُكتب لها النجاح. دائمًا كنت أتعجب، كيف يستطيع منير أن يقول في أغنية عمر عيني أنها كانت "أحلى بداية ونهاية" كيف أستطاع _هو ومن كتب الكلمات_ أن يجمعا كلمة أحلى مع كلمة نهاية في جملة واحدة؟ لأنه ببساطة لم يشعر أنه أخطاء، بل أنه جعل من هذه الفترة، بكل ضعفها، نقطة قوة لما سيقابله في المستقبل، فالنهايات يمكن أن تكون بالفعل جميلة، إذا أستطعنا أن نتعلم منها أن من نتائجها الحتمية الزوال، ولا شيء يبقى للأبد.
أتذكر أننا في إحدي سنوات الدراسة، تحديدًا منذ أكثر من سنة ونصف، طرأ علينا تغيرًا لم يكن محسوبًا، أو كان بداعي عمل شيء له هدف بعيدًا عن الدراسة فقط، فأشتركنا جميعًا في إحدى المؤسسات التنموية تهدف إلي تنمية المجتمع عن طريق سحل بعض الشباب المتحمس في أعمال هي في المقام الأول من مهام الدولة ومشكلاتها، لكن لا بأس ببعض المساعدة التي ستحقق ربحًا، في النهاية، نفسيًا للشباب وماديًا للدولة، لكن ليس هذا ما أريد أن اتحدث عنه، أريد أن اتحدث عما كان يحدث على الجانب بالتوازي مع هذه الأعمال التنموية.
إشتراكك في هذه المؤسسات سيوسّع من دائرة معارفك بلا شك، فالمساعدات الإجتماعية تخلق ايضًا علاقات إجتماعية موازية، هذه العلاقات الإجتماعية التي تبدأ بالخط الزمني الطبيعي لها، فتبدأ كعلاقة سطحية، ثم تنتقل إلي علاقة زمالة أو تفاعل العمل، ثم علاقة صداقة قد تطول وقد تتحول بشكل مفاجئ إلى علاقة إعجاب من أحد الأطراف أو الطرفان معًا، وقد تحول، في نهاية الخط، إما إلى علاقة عاطفية أو حب، وإما أن تفشل وتعود مرة أخرى لشكلها الأصلي ما قبل العلاقة من الأساس.
وهذا ما حدث تقريبًا مع كل من أعرفهم في هذه الفترة، وحتى من لم أعرفهم بشكل شخصي، ممن يدخلون إلى هذا العالم دون ترتيب واضح، قد حدث معهم نفس الشيء، لكن ايضًا هذا ليس مقتصرًا على من بداخل هذة المؤسسات فقط، بس كل من له علاقات إجتماعية مع الجنس الأخر في أماكن الدراسة، سواء في المدارس أو الجامعات، الأمر فعلًا ليس مقتصرًا على مكان بعينه، بل على هذه الفترة، فترة نهاية المراهقة وبداية الشباب.
فترة نهاية المراهقة وبداية الشباب هي فترة مُرهقة جدًا، شديدة التأثير في النفس، فترة محمّلة بقدر ثقيل من المشاعر التي تضرب بغير ميعاد، ويعتبرها بعض علماء النفس من أهم فترات الإنسان بعد فترة الطفولة. فتجد انك وكل من حولك قد تحولتم إلى البحث عن ما تفتقدونه في هذة الفترة، البحث عن مشاعر تشعر أنها صادقة، تشعر أنك تختبرها ولأول مرة، تجد نفسك، ولأول مرة، تبحث عن نقطة التماس بين خط المشاعر بداخلك ودائرة معارفك.
نقطة التماس هي نقطة الإلتقاء بين الخط والمنحنى أو الدائرة، وهي نقطة على حدود الشكل أو المنحنى، تشترك في تماسها مع الخط المستقيم بجانبها، لكنه لا يتقاطع معها، لا يتداخل، بل فقط يمسها من الخارج، فتجد نفسك مشغولًا، في هذه الفترة، بالبحث عن هذة النقطة التي قد تتيح لك التعبير عن هذة المشاعر دون تداخل أو تقاطع بينك وبين إحدى نقاط دائرة معارفك، فقط تسمح لك بالقليل الذي يمكن أن تعتبره المطلوب في هذة الفترة، من كلمات الغزل الغير صريح، والمشاعر الغير معلنة بشكل واضح، والتخبط في الكلمات ومحاولته إختيار الكلمة المناسبة قد الإمكان، حتى لا تجد نفسك خارج حدود الدائرة، والعودة إلى نقطة الأصل الصفرية والبحث من جديد عن نقطة تماس أخرى.
ولأننا في الأصل مخلوقات عشوائية، بلا ترتيب، بلا هدف، فهذه الفترة قد تكون أكثر الفترات العبثية التي قد نقابلها في حياتنا، فترة محمّلة بقدر كبير من المشاعر الغير معلنة، ولا سبيل واضح لأعلانها لأننا لا نعرف تعريفات محددة لعلاقاتنا ولا نعرف حدودًا لها، فكيف لهذه الفترة إذًا أن تكون متزنة ومرتبة، وهذا ما حدث بالفعل، الكثير من العلاقات المرتبكة، بل شديدة الإرباك، التي نشأت، والأحاديث الجانبية، والأحاديث السرية التي يتم فضحها بسهولة لأنها ماتزال داخل حدود الدائرة، فلا توجد أسرار بداخل الدائرة إلا مع الذي يستطيع أن يحتفظ بها لأطول فترة ممكنة، فإذا خرج السر من بين اثنين لم يعد سرًا.
ما يترتب على هذة الفترة قد يكون تغيرًا في نظرتك الشخصية للأشياء، للتعريفات، للحب، للصداقة، للمسافات بينك وبين من في الدائرة، ستجد أن بعض الأشخاص سيفضلون الإبتعاد حين ظهور نقطة تماس خاصة بمشاعرهم، وستجدون الحديث، فيما بينكم سيكثر عن كيفية تعاملة معكم بعدما وجد نقطة المماس الخاصة به، فإذا فقدها يعود كطائرٍ يبحث من جديد عن السرب الخاص به.
وأنواع من هم داخل الدائرة مختلفة ومتباينة بشكلٍ واضح، فمنهم من يعجب بالأخر فقط كي يجد الدفء الذي يفتقده في علاقاته الإجتماعية الأخرى أو كتعويضًا للنقص بداخله، ومنهم من يبحث عن فرصة حقيقية، ومنهم من مر بعلاقة عابرة فاشلة في سنوات مراهقته الأولى اثرت به لدرجة جعتله يضع هذة العلاقة كمقياس لعلاقاته الأخرى المستقبلية، ومنهم من يهاب الأقتراب، ومنهم من يحتاج هذا الأقتراب كي لا يشعر بالوِحدة، ومنهم من قد يعجب دون سبب واضح لذلك.
ما رأيته في هذة الفترة المربكه كان أكتر من أن يُحمل على نحو أنها مجرد أحلام مراهقة أو بدايات ضعيفة لقصص لن تكتمل، فكل من حولك يتغيرون، حتى أنت تتغير، ولا تعرف من أين يأتي هذا التغيير، هل من هذه القصص غير المكتملة التي تترك اثرًا ولو بسيطًا في النفس، أم أنه واحد من العلامات لهذة الفترة بكل ما فيها من مشاعر غير مرتبه، لكنه يحدث في النهاية.
عمومًا لا تيأس ولا تبتأس، فلكل شيء نهاية، وأنا لا أحب النهايات، لكن لا شيء يبقى للأبد، بعض الأشياء يمكن تعويضها، وبعضها لا يمكن تعويضها، كأن يتم كسر شيء بداخل تجاة المشاعر بسبب علاقة انتهت ولم يُكتب لها النجاح. دائمًا كنت أتعجب، كيف يستطيع منير أن يقول في أغنية عمر عيني أنها كانت "أحلى بداية ونهاية" كيف أستطاع _هو ومن كتب الكلمات_ أن يجمعا كلمة أحلى مع كلمة نهاية في جملة واحدة؟ لأنه ببساطة لم يشعر أنه أخطاء، بل أنه جعل من هذه الفترة، بكل ضعفها، نقطة قوة لما سيقابله في المستقبل، فالنهايات يمكن أن تكون بالفعل جميلة، إذا أستطعنا أن نتعلم منها أن من نتائجها الحتمية الزوال، ولا شيء يبقى للأبد.