بعد ان التقط انفاسى من الهواء بصعوبة .. رددت على محمد "ماتت؟ انت متأكد؟" .. رد على محمد بأستغراب شديد "متأكد؟ مالك يا طلعت في اية؟ أنت كويس؟" .. "أنا .. أنا مش عارف كويس ولا لا .. محمد انا لازم اشوفك" .. "طيب بكرة يا طلعت نتقابل ..." قاطعته "لا بكرة مش هينفع خليها دلوقتى" .. رد و كأنه يتحدث الى مجنون "دلوقتى اية بس يا طلعت انا لسة راجع من السفر ملحقتش ارتاح .. خليها بكرة مش هيحصل حاجة" .. رددت عليه بنبرة غضب "محمد انا شفت ماما وفيّة" .. رد بتعجب شديد "شُفتها ازاى؟ حلم يعنى؟" .. "لا شفتها حقيقة فى شقتكم .. و كلمتها كمان" .. "طلعت .. أنت اكيد بتخرف .. دى ماتت من سنتين يا طلعت و انا اللى دفنها بنفسى" .. "صدقنى يا محمد .. انا شفها بنفسى" للحظة شككت فى نفسى .. هل رأيتها فعلاً ام انها مجرد هلاوس من التعب و الصدمة .. ولكننى كلمتها .. نعم كنت اكلمها و اسمع صوتها.
رد على محمد بغضب "يا طلعت انت شكلك بتخرف و الصدمة كانت شديدة عليك .. انت محتاج تنام لحد الصبح و بكرة نتقابل" قالها و اغلق الهاتف فى وجهى .. غضبت قليلاً ثم قُمت لكى اشرب كوباً من اللبن الساخن لعلى استطيع به ان انام .. مشيتُ حتى وصلت إلى الثلاجة .. فتحتها فلم اجد بيها اى شئ سوى بعض الجبنة القديمة التى كانت تحبها امى و زجاجات من المياة بعضها فارغة.
لعنت حظى و اغلقت الثلاجة .. و انا فى طريقى للغرفة وقفت عند غرفة امى فى الطرقة المؤدية لغرفتى .. و نظرت الى كرسيها المُتحرك .. و وجدت نفسى اسأل *هى امى من امتى بتقرأ كُتب عن تاريخ اليهودية؟ اما نشوف كانت بتقرأ اية؟* .. امسكت بالكتاب و جلست على الكرسى المُتحرك اتصفحه .. قرأت الفهرس و ما يحتوية الكتاب و عرفت انه عن تاريخ نشأة اورشاليم و علاقتها باليهودية فى العهد القديم.
و انا اقلب صفحات الكتاب .. وجدت ان بداخله ورقة .. ورقة من كتاب قديم مكتوب عليها كلمات ليست مطبوعة و انما مكتوبه باليد .. مكتوب فى اولها "المندل و السحر السليمانى" .. بدأت اقرأ ما فيها "يا ايها الموكَلون من مالك الكون و خالقة .. بخدمتى و طاعتى و تسخيرى لكم .. انصرفوا فلا تؤذوا احد .. انصرفوا فلا تؤذوا احد بحق مالك الكون خالق الحروف و الكلمات .. قسمى عليكم بالا تؤذوا احد" .. اقرأ هذا الكلام و انا ارتعد .. من هم الموكلون و لماذا هذة التعاويذ و الاشكال الغريبة المرسومة فى الورقة؟ لا افهم ربما كانت امى ... مهلاً لحظة اهذا خطى أنا؟ .. هل أنا من كتبت هذة الكلمات؟ .. لا لا يمكن! .. او ان خط امى اصبح يشبه خطى كثيراً فى اخر ايامها!
بعد قرأتى لهذة الكلمات احسست بهزة شديدة للكرسى و سمعت صوت امى تغنى لى من جديد .. تصارعت نبضات قلبى و قفزت من على الكرسى بسرعة انظر ورائى .. فوجدتها .. وجدت امى تقف فى زاوية الغرفة و تحملنى و انا صغير .. اغمضت عينى و انا اتمنى ان تختفى الصورة عندما افتحها من جديد .. فتحت عينى و لم تختفى الصورة .. لم اعرف ماذا افعل .. وجدها تنادينى "طلعت اية مالك خايف منى؟ قرب تعالى" .. اقتربت منها قليلاً و لكنى سرعان ما ابتعدت .. وجدت الطفل الذى بيدها عليه دماء و مشوه بصورة بشعة .. لم استطع تحمل المنظر قلبى اسمع نبضاته عالية كصوت قدوم المترو .. و عرقى قد انهمر كأننى وضعت نفسى فى ساونا!
لم اعرف ماذا افعل .. ركضت حتى وصلت إلى غرفتى .. اخذت مفاتيح سيارتى و جاكيت و المحفظة و خرجت مسرعاً من الشقة .. نزلت و ركبت السيارة و تجولت بها فى شوارع وسط البلد .. توقفت على النيل و اخذت افكر فى ما يحدث .. هل هو حقيقة ام مجرد هلاوس؟
وأنا افكر .. وجدت نفسى انام قليلاً .. فاذا بى اصحوا على رن هاتفى المحمول و الشمس قد ظهرت فى السماء .. انه رقم محمد .. "اهلا يا محمد" .. "اسف يا طلعت لو كنت صحيتك من النوم .. انا كنت صاحى بس خُفت تكون انت نمت .. انا اسف على طريقة الكلام اللى كلمتك بيها .. لو فاضى ممكن نتقابل دلوقتى" .. "لا ولا يهمك يا محمد .. انا دلوقتى فى وسط البلد .. قاعد فى العربية .. تعالى نتقابل" .. "تمام هكون عندك كمان نص ساعة".
انتظرته حتى اتى .. نزلت من سيارتى و سلمت علية "محمد .. ازيك ليك وحشة والله" .. "البقاء لله يا طلعت" .. "ونعم بالله يا محمد" .. "تعالى يا طلعت نتمشى شوية على النيل و احنا بنتكلم .. عايز اقولك على حاجة" .. تحركنا قليلاً "قول .. ساكت لية؟" .. سكت قليلاً ثم نظر بعيداً "طلعت انت .. مريض" .. نظرت له بتعجب شديد "مريض؟ يعنى اية؟ تقصد اية؟" .. ما زال ناظراً فى اتجاه اخر "نعم مريض بالهلوسة"!
فى هذة اللحظة احسست ان هناك من تقول فى رأسى *عزيزى المستمع ارجو ربط احزمة الامان لأن ما ستسمعه لن يكون خفيفاً عليك و من المحتمل وجود اضطرابات فى بعض الكلمات القادمة*
اكمل هو حديثه بعد ان نظر إلىِّ .. "طلعت انت جيت هنا من سنتين ساعة موت ماما وفيّة .. و كنت متغير .. كنت بتتكلم فى حاجات غريبة عن سيدنا سليمان و تعاويذ و حاجات كدة كتير .. و بعد كدة لقيتك بتردد الكلام دة" .. نظر بعيداً ثم اكمل "بعدها رحت انا و انت لدكتور نفسى و قال انك .. قال انك محتاج علاج .. وكان شكلك موافق جداً على كلامه و بعد ما خرجنا من العيادة قُلتلى انه مجنون ان انت سليم .. و روّحت بعدها و تانى يوم عرفت انك سافرت تانى".
نظرت حولى فلم اجد غيرى انا و هو .. لا اعرف ماذا افعل .. هل انا اهلوس فعلاً؟ نظرت له و انا اتذكر كل ما رأيته "يعنى .. يعنى انا بهلوس؟ طيب و اية اللى يثبتلى انى مبهلوسش دلوقتى كمان؟" .. نظر لى بنظرة شفقة "طلعت .. أنت لازم تتعالج .. حالتك دى ...." قاطعة بغضب شديد "حالتى مالها .. انا كويس مفيش فيا حاجة .. انت اللى عقلك راح بعد موت ماما وفيّة .. انت اكيد بتكدب عليا انت اللى اتجننت" .. اكمل حديثة بنفس نظرة الشفقة "طلعت .. امى اللى انت بتقول شوفتها دى ميته من سنتين و انا بايع الشقة من بعد ماتت بتلات شهور .. فوق يا طلعت .. انت لازم فعلاً تتعالج".
و انا استمع لكلامة .. شعرت و كان صوته يبتعد و عيناى تغمض ولا استطيع المشى .. اتحرك بصعوبة .. اسقط على الارض بالتصوير البطئ .. احست بارتطام جسدى الهزيل إلى الارض .. و يختفى العالم من امامى.
استيقظت فى اليوم الثالث و انا فى المستشفى .. محمد نائم بجانبى "محمد .. اية اللى حصل؟" .. استيقظ و نظر لى بأبتسامة "حمدلله على السلامة .. انت اغمى عليك امبارح و جيت بيك على المستشفى .. نقص تغذية يا بطل".
نظرت الية نظرة حزينة و الدموع تكاد تنهمر "محمد .. أنا لازم اتعالج" .... تمت.
رد على محمد بغضب "يا طلعت انت شكلك بتخرف و الصدمة كانت شديدة عليك .. انت محتاج تنام لحد الصبح و بكرة نتقابل" قالها و اغلق الهاتف فى وجهى .. غضبت قليلاً ثم قُمت لكى اشرب كوباً من اللبن الساخن لعلى استطيع به ان انام .. مشيتُ حتى وصلت إلى الثلاجة .. فتحتها فلم اجد بيها اى شئ سوى بعض الجبنة القديمة التى كانت تحبها امى و زجاجات من المياة بعضها فارغة.
لعنت حظى و اغلقت الثلاجة .. و انا فى طريقى للغرفة وقفت عند غرفة امى فى الطرقة المؤدية لغرفتى .. و نظرت الى كرسيها المُتحرك .. و وجدت نفسى اسأل *هى امى من امتى بتقرأ كُتب عن تاريخ اليهودية؟ اما نشوف كانت بتقرأ اية؟* .. امسكت بالكتاب و جلست على الكرسى المُتحرك اتصفحه .. قرأت الفهرس و ما يحتوية الكتاب و عرفت انه عن تاريخ نشأة اورشاليم و علاقتها باليهودية فى العهد القديم.
و انا اقلب صفحات الكتاب .. وجدت ان بداخله ورقة .. ورقة من كتاب قديم مكتوب عليها كلمات ليست مطبوعة و انما مكتوبه باليد .. مكتوب فى اولها "المندل و السحر السليمانى" .. بدأت اقرأ ما فيها "يا ايها الموكَلون من مالك الكون و خالقة .. بخدمتى و طاعتى و تسخيرى لكم .. انصرفوا فلا تؤذوا احد .. انصرفوا فلا تؤذوا احد بحق مالك الكون خالق الحروف و الكلمات .. قسمى عليكم بالا تؤذوا احد" .. اقرأ هذا الكلام و انا ارتعد .. من هم الموكلون و لماذا هذة التعاويذ و الاشكال الغريبة المرسومة فى الورقة؟ لا افهم ربما كانت امى ... مهلاً لحظة اهذا خطى أنا؟ .. هل أنا من كتبت هذة الكلمات؟ .. لا لا يمكن! .. او ان خط امى اصبح يشبه خطى كثيراً فى اخر ايامها!
بعد قرأتى لهذة الكلمات احسست بهزة شديدة للكرسى و سمعت صوت امى تغنى لى من جديد .. تصارعت نبضات قلبى و قفزت من على الكرسى بسرعة انظر ورائى .. فوجدتها .. وجدت امى تقف فى زاوية الغرفة و تحملنى و انا صغير .. اغمضت عينى و انا اتمنى ان تختفى الصورة عندما افتحها من جديد .. فتحت عينى و لم تختفى الصورة .. لم اعرف ماذا افعل .. وجدها تنادينى "طلعت اية مالك خايف منى؟ قرب تعالى" .. اقتربت منها قليلاً و لكنى سرعان ما ابتعدت .. وجدت الطفل الذى بيدها عليه دماء و مشوه بصورة بشعة .. لم استطع تحمل المنظر قلبى اسمع نبضاته عالية كصوت قدوم المترو .. و عرقى قد انهمر كأننى وضعت نفسى فى ساونا!
لم اعرف ماذا افعل .. ركضت حتى وصلت إلى غرفتى .. اخذت مفاتيح سيارتى و جاكيت و المحفظة و خرجت مسرعاً من الشقة .. نزلت و ركبت السيارة و تجولت بها فى شوارع وسط البلد .. توقفت على النيل و اخذت افكر فى ما يحدث .. هل هو حقيقة ام مجرد هلاوس؟
وأنا افكر .. وجدت نفسى انام قليلاً .. فاذا بى اصحوا على رن هاتفى المحمول و الشمس قد ظهرت فى السماء .. انه رقم محمد .. "اهلا يا محمد" .. "اسف يا طلعت لو كنت صحيتك من النوم .. انا كنت صاحى بس خُفت تكون انت نمت .. انا اسف على طريقة الكلام اللى كلمتك بيها .. لو فاضى ممكن نتقابل دلوقتى" .. "لا ولا يهمك يا محمد .. انا دلوقتى فى وسط البلد .. قاعد فى العربية .. تعالى نتقابل" .. "تمام هكون عندك كمان نص ساعة".
انتظرته حتى اتى .. نزلت من سيارتى و سلمت علية "محمد .. ازيك ليك وحشة والله" .. "البقاء لله يا طلعت" .. "ونعم بالله يا محمد" .. "تعالى يا طلعت نتمشى شوية على النيل و احنا بنتكلم .. عايز اقولك على حاجة" .. تحركنا قليلاً "قول .. ساكت لية؟" .. سكت قليلاً ثم نظر بعيداً "طلعت انت .. مريض" .. نظرت له بتعجب شديد "مريض؟ يعنى اية؟ تقصد اية؟" .. ما زال ناظراً فى اتجاه اخر "نعم مريض بالهلوسة"!
فى هذة اللحظة احسست ان هناك من تقول فى رأسى *عزيزى المستمع ارجو ربط احزمة الامان لأن ما ستسمعه لن يكون خفيفاً عليك و من المحتمل وجود اضطرابات فى بعض الكلمات القادمة*
اكمل هو حديثه بعد ان نظر إلىِّ .. "طلعت انت جيت هنا من سنتين ساعة موت ماما وفيّة .. و كنت متغير .. كنت بتتكلم فى حاجات غريبة عن سيدنا سليمان و تعاويذ و حاجات كدة كتير .. و بعد كدة لقيتك بتردد الكلام دة" .. نظر بعيداً ثم اكمل "بعدها رحت انا و انت لدكتور نفسى و قال انك .. قال انك محتاج علاج .. وكان شكلك موافق جداً على كلامه و بعد ما خرجنا من العيادة قُلتلى انه مجنون ان انت سليم .. و روّحت بعدها و تانى يوم عرفت انك سافرت تانى".
نظرت حولى فلم اجد غيرى انا و هو .. لا اعرف ماذا افعل .. هل انا اهلوس فعلاً؟ نظرت له و انا اتذكر كل ما رأيته "يعنى .. يعنى انا بهلوس؟ طيب و اية اللى يثبتلى انى مبهلوسش دلوقتى كمان؟" .. نظر لى بنظرة شفقة "طلعت .. أنت لازم تتعالج .. حالتك دى ...." قاطعة بغضب شديد "حالتى مالها .. انا كويس مفيش فيا حاجة .. انت اللى عقلك راح بعد موت ماما وفيّة .. انت اكيد بتكدب عليا انت اللى اتجننت" .. اكمل حديثة بنفس نظرة الشفقة "طلعت .. امى اللى انت بتقول شوفتها دى ميته من سنتين و انا بايع الشقة من بعد ماتت بتلات شهور .. فوق يا طلعت .. انت لازم فعلاً تتعالج".
و انا استمع لكلامة .. شعرت و كان صوته يبتعد و عيناى تغمض ولا استطيع المشى .. اتحرك بصعوبة .. اسقط على الارض بالتصوير البطئ .. احست بارتطام جسدى الهزيل إلى الارض .. و يختفى العالم من امامى.
استيقظت فى اليوم الثالث و انا فى المستشفى .. محمد نائم بجانبى "محمد .. اية اللى حصل؟" .. استيقظ و نظر لى بأبتسامة "حمدلله على السلامة .. انت اغمى عليك امبارح و جيت بيك على المستشفى .. نقص تغذية يا بطل".
نظرت الية نظرة حزينة و الدموع تكاد تنهمر "محمد .. أنا لازم اتعالج" .... تمت.